دعاء

آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير

آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، كما وقد ذكرنا في مقالات سابقة عن الاستغفار والتوبة، وكما نعلم فالله جل جلاله قد خلقتنا وجملنا بأحسن صورة، وزيننا بالعقل وميزنا به عن باقي المخلوقات، وقد أنزل المثير من الامور من الطعام والشراب وطيبات الله وجعل لنا أمور محللة لنا لنفعها وحرم علينا بعضها لما فيه من حكمة وقد يكون به ضرر علينا من نواحي عدة لا يعلمها إلا الله جل جلاله، وذلك لأن قد تودي هذه الامور التي قد حرمت علينا لما به من ضرر وشر لنا وتحريفنا عن الطريق الصحيح التي قد خلقنا عليه ومن أجله، وقد تسبب لنا بالوقوع بطرق حرمت علينا وتؤدي لغضب الله علينا وعقابه لنا، فلذلك يجب علي العبد المؤمن بربه أن يقوم بكل ما تم أمره به والابتعاد عما قد حرم عليه، لكي لا ينال من العقاب والغضب من الله سبحانه وتعالى، ولكي لا يطرده الله من رحمته التي قد وسعت كل شيء، فالله سبحانه وتعالى معروف بصفاته الكثيرة التي نعجز عن حصرها لكثرتها، فالله هو الرحيم بعباده والغفور والرحمن والعليم والرزاق لعباده، ومن أشهر وأهم صور وأشكال رحمة الله علينا أنه قد ميزنا عن المخلوقات الأخرى بالعقل والتفكير، فهذا العقل نميز به بين الخير والشر وطريقهما، فالإنسان بعدها حر بتصرفاته وكل أمره وما يصنعه بحياته سيجازي عليه في يوم الحساب وعند الملاقاة مع خالقنا، فلذلك يجب ان نحسن التصرف وأن نختار ما يرضي الله ويحبه، لننال محبته ورحمته ومغفرته ونبتعد عن غضبه وعقابه، ويوجب علينا ان نعزم ونجزم علي تركها وعدم الرجوع لها بكل اخلاص وصدق، فلذلك يوجب أن نقوم بالسعي ونتعب في الحصول على ما نريد بمجهودنا، والرزق ليس بالأمر السهل للحصول عليه بل يحتاج لجهد كبير منا لنحصل عليه، وقد نواجه الكثير من المشكلان أمامنا التي يتوجب علينا تجاوزها وايجاد حل لها، وهو لجوئنا لله سبحانه وتعالى فهو الخالق والمدبر والرزاق فلا أنر صعب عليه، ويتم ذلك بالدعاء له بالاستغفار والتوبة والتضرع والخشوع له، والقيام بفعل الطاعات والعبادات، وهناك الكثير من أدعية التوبة والاستغفار، وسنستعرض لكم في هذا المقال عن آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير.

ما هو الفرق بين التوبة والاستغفار لغة واصطلاحاً

سنذكر لكم الفرق ما بين التوبة والاستغفار في اللغة العربية في الاصلاح وهي كالتالي:

  • أولاً الاستغفار لغة هو مشتق من كلمة غفر وهي تعني الستر والغطاء وكلمة استغفروا الله تعني طلب الستر والمغفرة من الله، بينما في الاصطلاح تعني طلبك للمغفرة والستر للذنوب والخطايا وأن لا يعاقبك الله عليها فكلمة غفر الله ذنبه أي سترها.
  • أما التوبة في اللغة وهي مشتقة من توب أو تاب وهي تعني أناب ورجع عن ذنبه، بينما في الاصطلاح وهي تعني ان يرجع العبد لله سبحانه وتعالى بتركه للمعصية وأنه قد ندم بفعلها وعزمه وحزمه على تركها والابتعاد عنها وعدم الرجوع لها، والتوبة والاستغفار هما واجبان على كل مسلم أن يقوم بها دوماً عند ارتكابه للذنوب ولو كانت كبيرة كعرض السماء والأرض ولو كانت صغيرة بمثقال ذرة أيضاً.

فوائد الاستغفار والتوبة

الكثير يبحث عن ما الاستغفار والتوبة و فائدتهما علينا، فذكر انهما أن يطلب العبد من ربه جل جلاله أنه يتوب عليه ويرحمه ويعفو عنه بما قد قام بفعله من ذنب أو معصية، وكما ذكرنا فمن نعم الله عليه هو ان جعل لنا التوبة الاستغفار سبيلاً للرجوع عما اخطأنا به، وكما نعلم فللتوبة والاستغفار فوائد كثيرة وعظيمة، لو علم بها الانسان وعن أثرها عليه ونتائجها في الدنيا والأخرة، لبات ليل نهار يتوب إلى الله ويستغفره من أجل نيل المزيد من الأجر والتواب منه، فيوجب العبد المسلم والمؤمن بربه أن يكون على معرفة واطلاع عن أثر وفائدة التوبة الاستغفار بحياته، آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، وسنذكر لكن بعض هذه الفوائد وهي كما يلي:

  • أن التوبة و الاستغفار هما من أحد أبواب جلب الأرزاق والخيرات العظيمة والكثيرة لنا، فقال سبحانه وتعالى بكتابه العزيز “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً”.
  • أن الاستغفار والتوبة بها ازالة للهموم عنا وكشف لها، وهما يجعلنا قلب العبد مطمئن وبراحة تامة، وبهما تبديل للسيئات لحسنات.
  • أن الاستغفار والتوبة حماية للعباد من الوقوع في الهلاك والشر وتبعده عن كل عذاب يوم القيامة.
  • أن الاستغفار والتوبة بها منح للعباد بكل رحمة ورفع بالدرجات وثقل في الميزان ونيل للحسنات.
  • أن الله جل جلاله يرضى ويحب عباده التائبين المستغفرين ويفتخ عليهم كل باب مغلق وينور لهم طريقهم بما به من خير لهم.
  • أن الاستغفار والتوبة تحقق للعباد بما به من رزق كثير، فالله يرزق عباده الصادقين المستغفربن التائبين.
  • أن الاستغفار والتوبة تجعل القلوب بها محبة وقبول من الأخرين، وذلك لأن قلبه معلقاً بالله وبذكره.

بعض صيغ الاستغفار

يوجد للاستغفار الكثير من الصيغ والأشكال المتنوعة، وذلك دلالة على أنه لا صيغة محددة وضعت له، فلذلك لا تقيد بدعاء أو صيغة معينة عندما تستغفر الله وتتوب إليه، فيمكن لك أن تستغفر بما تشاء، وكما نعلم فالتوبة والاستغفار من الامور التي قد حرص الله علي بيانها وتوضيحها للناس في كتابه العزيز بالقرآن الكريم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً على ذلك، فيمكن لك أن تدعو لله وتستغفر له بنية مختلفة كالزواج أو الرزق او التوفيق أو العمل أو لتفريج الهم والحزن، وكما ذكرنا فهناك الكثير من الآيات التي ذكرت حول الاستغفار والتوبة، آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، وسنذكر لكم بعض هذه الآيات وهي كالتالي:

  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة هود “واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز “ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة النصر “فسبح بحمد ربك واستغفر إنه كان تواباً”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء “واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز “ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين”.

أنواع التوبة:

كما نعلم فمفهوم التوبة والاستغفار من الامور التي قد ارشدنا إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرت بالقرآن الكريم، فلهما أحكام وشروط محددة يجب الالتزام بها عند الاستغفار والتوبة وسنذكرها لاحقاً، وللتوبة أنواع متعددة وهم ثلاثة، وهي كالتالي:

  • النوع الأول من التوبة هي التوبة الصحيحة وهو ان العبد قد قام بارتكاب واقتراف ذنب أو معصية ما ومن ثم قام بالتوبة لله سبحانه وتعالى بكل صدق.
  • والنوع الثاني من التوبة وهي التوبة الأصح وهي ما يطلق عليها بالتوبة النصوحة وهو أن العبد قد اقترف ذنباً ما ولجأ لله بالتوبة مع كره فعلته وما قام بها وأنه نزه قلبه عن ارتكاب أي ذنب أخر.
  • أما النوع الثالث من التوبة وهي التوبة الفاسدة وهو أن يقترف العبد ذنباً ويتوب لله جل جلاله باللسان فقط مع استمرار لذة تلك المعصية والذنب بقلبه.

آيات الاستغفار والتوبة

الكثير من الناس يعتقد بان التوبة والاستغفار لهما وهما بنفس المعنى، ولكنه كلاهما يحملن معنى مختلف عن الاخر لكنهما مرتبطين معاً ومكملان لبعضهما، فبالاستغفار هو أحد درجات التوبة وهو ندمه على فعل مذنب أو معصية والبعد عنها قولاً في داخله، أما التوبة فبها ندم على المعصية والبعد عنها فعلاً مع وجود الاصرار والعزم والتأكيد على عدم فعلها وتكرارها ثانية، وكما نعلم فالكثير من المسلمين يدعون لله ليتوب عليهم وليستغفر لهم، ومنها آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، وهي كالتالي:

  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة المزمل “واستغفروا الله إن الله غفور رحيم”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة الزمر “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة غافر “واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة الفرقان “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً”.

الاستغفار في السنة النبوية الصحيحة

لقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية عن التوبة والاستغفار، ولقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان نتوب لله جل جلاله ونستغفره في احاديث كثيرة، وهناك الكثير من الأحاديث ما وردت ذلك، آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

  • قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في دعاء سيد الاستغفار وهو يعد دعاء من أدعية الصباح والمساء وأذكارهما التي قد وصانا بها نبينا بترديدها في الصباح والمساء وقال “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
  • قول نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بحديثه عن الاستغفار وقال بما معناه أنه يطلب من الله أن يغفر له خطاياه وجهله وما قد اسرفه بأمره، وقد بين أن الله هو العلي العليم بما في حالنا من ضعف وجهل وما قد ارتكبنا من خطايا وذنوب وان الله هو القادر على أن يغفر لنا ما فعلناه من ذنب وما سنفعله لاحقاً وأن الله هو يعلم ما في سرنا وما أعلناه.

آيات عن الرجوع لله والتوبة

يوجد هناك العديد من الآيات والسور المتنوعة التي قد دلت على فضل التوبة وأهميتها وأهمية الرجوع لله جل جلاله، وأن رسولنا الكريم ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم قد أمرنا بذلك، وهناك العديد من الموضوعات التي قد أرشدنا إليه لكي نلتزم بالطريق الصحيح التي وضعنا عليه وأمرنا به لننال الرضا من الله سبحانه وتعالى، فالتوبة والرجوع لله به وقاية وقوعنا بعقاب الله وغضبه في الدنيا والأخرة، فيجب على العبد أن يرجع لله ويتوب إليه، ومنها آيات الاستغفار والتوبة كاملة مع التفسير، وهي كالتالي:

  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة القصص “فأما من تاب وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين”، فالتائبون وعدهم الله بجعلهم من عباده المفلحين يوم القيامة.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة مريم “إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً”.
  • قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة النور “وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون”.

بعض الأحاديث النبوية عن التوبة

كما نعلم فالسنة النبوية قد أتت موضحة ومفسرة للكثير من الأمور المجملة وغيرها في القرآن الكريم، وكما نعلم فالتوبة والاستغفار من أحد أحب الاعمال لله سبحانه وتعالى، وذلك كونه أنه بهما ذكر لله والاعتراف بربوبيته وبقدرته، فبهما يصل العبد ويفوز بجنة الله سبحانه وتعالى وتقيه من عذاب وفتنة النار، وقد اكد على ذلك الكثير من الأحاديث النبوية وهي كما يلي:

  • قوله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجأ بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم”.
  • قوله صلى الله عليه وسلم في حديثه بما معناه أنه من يتوب إلى الله قبل قيامة الساعة سيغفر الله له ويتوب عليه، وبهذا دلالة أن باب التوبة مفتوحة لنا طيلة حياتنا وسيغلق عند قيام الساعة من وقت ظهور وطلوع الشمس من مغربها.
  • قوله صلى الله عليه وسلم “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”.
  • وفي حديث آخر قال صلي الله عليه وسلم بما معناه أن الله جل جلاله يحب عباده التائبين له بإخلاص وصدق.

من أفضل أوقات الاستغفار والتوبة

وكما نعلم فإن للتوبة والاستغفار أوقات قد فضلها ويستحب بها التوبة والاستغفار، ولكنها ليست فرضاً ونقيد بها، بل يمكن لنا أن نتوب لله ونستغفر له في كل وقت نريده، ولكن ليستجيب الله لنا بسرعة لقربنا منه واننا نكون بين يديه ويرفع الاعمال بها حينه اوقات محددة، ومنها هذه الأوقات وهي كالتالي:

  • عند السجود في كل صلاة، فأنت وقتها تكون بين يدي الله جل جلاله.
  • وفي الثلث الاخير من الليل وقت السحر لان بهذا الوقت تتنزل الملائكة.
  • في وقت الظواهر الطبيعية كالكسوف والخسوف وقد وصانا وحثنا عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وفي أخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
  • وعند دخولك للمسجد وخروجك منه وبعد الافراغ من كل صلاة وعبادة.
  • عند الاستيقاظ في الصباح وعند الذهاب للنوم.
  • عند توالي المصائب والشدائد عليك.
  • في العشر الأواخر من شهر رمضان وفي ليلة القدر.
  • في العشر الاوائل من ذي الحجة وفي يوم عرفة، وقبل الافطار للصائمين.

العزم على التوبة والاستغفار والرجوع لله

و نعلم ان الدعاء بشكل عام هو من العبادات التي امرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويعد أدعية التوبة والاستغفار من تلك الادعية التي نالت على اهتمام كبير من الناس، فيبحثون عنها في العديد من المواقع الالكترونية، والكثير يبحث عن كيفية العزم على التوبة وترك المعاصي والآثام، وسنوافيكم ببعض هذه النقاط المهمة، التي قد تساعدك في التقليل والابتعاد عن ارتكاب أي ذنب أو معصية، ومن طرق العزم على ترك المعاصي والذنوب والتوبة والرجوع لله ما يلي:

  • اللجوء لله سبحانه وتعالى والتوبة له بتوبة نصوحة، أي بالعزم علي تركها وكرهها والندم على فعلها بصدق.
  • يوجب على التائب أن يجاهد نفسه بترك تلك المعصية والذنب ويبتعد عن كل ما يؤدي إليه.

ويجب ان نضع أمام أعيننا أن الموت يأتي بدون سابق انذار ويلتي علينا بغفلة ونحن لا نشعر به، ويجب أن نستشعر به ونخاف من الله سبحانه وتعالى فهو رقيب لأعمالنا وعلينا، وأنه هناك يوم سوف نلاقيه وسيحابنا على أفعالنا وما صنعناه في حياتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!