دعاء

تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله

تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله، إن أمر العباد من مسلمين كفار هي بيد الله تعالى فهو مالك الملك وحده لا شريك له وهو القادر على حفظ عباده والقادر على نفعه وضرهم، وهو وحده الذي يعلم ما في سرهم وما يظهرونه من أمور، ولذلك يجب على عباد الله إن يفوضوا أمرهم ويتوكلوا على الله تعالى في جميع أحوال حياتهم، فهو أفضل مدبر وهو مقسم الأمور كلها من خير وشر ومن موت وحياة، وهناك الكثير من التجارب التي تبين فضل الدعاء وما يعود به من ثمار على العبد الذي يخلص النية لله تعالى وحده، ولعل من أفضل الأدعية وأكثرها بركة الأدعية التي وردت في القرآن الكريم ومنها دعاء” وأفوض أمري إلى الله” والذي نخصص الحديث عنه في هذا المقال وبيان بعض التجارب والثمار من ها الدعاء.

من قائل” وأفوض أمري إلى الله”

ورد في كتاب الله الكثير من القصص والتي تحكي في طياتها العبرة والموعظة للأمم الغابرة التي رفضت الإيمان بالله وصممت على البقاء على الكفر والشرك به تعالى فكان جزاؤهم العذاب والهلاك في الدنيا والآخرة، ومن الآيات التي ذكرت قصة نبي من أنبياء الله تعالى قوله تعالى في سورة غافر :” فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ  فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ”، وأما قائل هذا الدعاء ففسر بعض المفسرين أن سيدنا موسى والذي عانى من ظلم وجبروت فرعون له ولقومه، وقال بعض المفسرين أن هذا الدعاء جاء على لسان رجل مؤمن من آمن برسالة موسى عليه السلام، وجاء في هذه الآية طلب العون من الله تعالى والصبر على هذا الابتلاء.

سبب نزول” وأفوض أمري إلى الله”

سبب نزول الآية ذكر رجل مؤمن من قوم موسى عليه السلام ممن آمن بالله تعالى قد دعا قومه لعبادة الله تعالى ولكنهم قابلوا نصحه وارشادهم بالكفر والجحود فما كان منه إلا هجرهم وتركهم وذهب إلى الجبل ولم يتمكنوا منه وكان هربه منهم خوفا على نفسه منهم فقد أرادوا قتله، وقد دعا الله تعالى فقال:” وأفوض أمري لله” ثم قال ستذكرون ما فعلتم وأسرفتم وكفرتم برسالتي، وستتذكرون ما ذكرتكم به من أهوال يوم القيامة وهذا اليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ثم يبين هذا الرجل مستغربا كيف يقابل قومه الإيمان والدعوة إلى دين الحق بالدعوة إلى الكفر والضلال والذي في عاقبته دخول النار.

شرح” وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”

ورد في كتاب الله تعالى في سورة غافر وهي سورة مكية وعدد آياتها 85 آية دعاء رجل من قوم موسى وهو رجل مؤمن كان يدعو قوم فرعون للهداية ولكنهم كذبوه وأرادوا قتله فتجنبهم وتركهم على كفرهم، وجاءت دعاء هذا الرجل في الآية 44 من سورة غافر، وأما في شرح الدعاء فنبين عدد من النقاط ومنها:

  • بعد نصحه لقومه بالهداية والبعد عن الصلال يحذر الرجل المؤمن قومه بأنهم سيتذكرون نصيحته يوم لا ينفع مال ولا بنون بأن قوله هو قول الصدق وقول الحق.
  • ثم يبين أن ما يقوله هو الحق وأن الله تعالى يعلم ما في نفوس بعباده وهو بصير بعباده ولن يخفى عنه ما يخفونهم من سرائر الأفعال والأقوال.
  • يبين لقومه أن سيحصلون على الجزاء من الله يوم الدين وهو يوم يحاسب الناس على أفعالهم.
  • يبين غالبية المفسرين أن هذا الرجل هو رجل من قوم موسى وليس موسى وهو من قام بالدعاء وتفويض أمره لله تعالى بعد أن لاقى التكذيب منهم.

أسرار دعاء ” وأفوض أمري إلى الله”

وبالطبع فإن تفويض الأمور لله تعالى وترك أمرك له وحده لا شريك له هو من الأمور التي يجب على المؤمن تعويد النفس عليها، فلا سبيل للنجاة إلا بطلب العون من ربه ويوجد الكثير من الفوائد والأسرار التي يحصل عليها من العبد الدعاء بدعاء العبد الصالح من قوم موسى” وأفوض أمري إلى الله” ومن هذه الأسرار ما يلي:

  • ترك العبد شأنه وأمره لله تعالى فيه يقين بالإقرار بوحدانية الله وأن لا إله إلا الله.
  • نيل الأجر والثواب من الاستعانة بالله تعالى في كل أمور حياتنا.
  • الإعانة والتوفيق من الله تعالى في الدنيا والفوز بدخول الجنة في الآخرة.
  • نيل قرب الله تعالى وإعانته يكون بإخلاص النية لله تعالى والتوكل عليه حق توكل مع ضرورة الأخذ بالأسباب.
  • في تفويض أمورنا إلى الله تعالى شعور بالراحة والطمأنينة في قلب ونفس العبد.
  • من يستعين بالله ويفوض أمره له لن يصيبه مكروه ولا ضرر.

فضل دعاء” وأفوض أمري إلى الله”

ومن فضل الله تعالى أن جعل الدعاء في فضل عظيم على العبد مما يدخل في قلبه الطمأنينة والسكينة ويجعله قادرا على متابعة الحياة بكل راحة، فلا عون إلا من الله تعالى ولذلك يجب على العبد المداومة على ذكر الله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء في كل أوقات حياته، ومن فضل دعاء” وأفوض أمري إلى الله” ما يلي:

  • شعور العبد بالأمن والأمان والراحة النفسية في كل قرار أو عمل يقبل على فعله.
  • من خلال هذا الدعاء يحصل العبد على العون والتوفيق والثبات من ربه في كل أمور حياته.
  • دفع المصائب والحزن والهم عن النفس.
  • تبديل وتغير الحال من الأسوأ إلى الأفضل ومن الحزن إلى الفرح والسرور.
  • الدعاء يجعل العبد قريب من ربه ينال الأجر والثواب.
  • يقين العبد من خلال هذا الدعاء بأن الله تعالى قادر على كل شيء وقادر على العون لعباده.

إعراب آية” وأفوض أمري إلى الله”

ويعتبر علم تفسير القرآن الكريم من أهم العلوم القرآنية التي من خلالها نحصل على المعنى الصحيح للآيات وسبب نزول هذه الآية، ويتقاطع علم التفسير لآيات القرآن الكريم مع الإعراب وعلم النحو الذي يبين موقع الكلمة من الجملة وعلى من تعود الضمائر ومن قام بالفعل وغيرها، ويوجد الكثير من الكتب المتخصصة لإعراب القرآن الكريم، وهنا نبين اعراب آية:” وأفوض أمري إلى الله”:

  • فستذكرون: الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب، السين حرف استقبال مبني على الفتح، فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو في محل رفع فاعل.
  • ما: الموصولة حرف مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • أٌقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر والجملة صلة موصول لا محل لها من الإعراب.
  • لكم: اللام حرف جر مبني على الفتح، والكاف ضمير متصل في محل جر اسم مجرور، وشبه الجملة متعلقة بالفعل أفوض.
  • و أفوض: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والفعل أفوض فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • أمري: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والياء مضاف مجرور بالكسرة.
  • إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • الله: لفظ الجلالة في محل جر اسم مجرور.
  • إن: حرف ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
  • الله: لفظ الجلالة اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • بصير: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • بالعباد: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والعباد اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.

متى نقول” وأفوض أمري إلى الله

ويلجأ العبد إلى ربه وقت الشدة والحاجة ووقت الوقوع في المعصية والمصيبة، فالله تعالى هو الوحيد القادر على تقديم العون إلى عبده الضعيف العاجز المحتاج وهو وحده مالك كل شيء من نفع وضر، وهو المسير لهذا الكون وفق نظام دقيق، وأما عن الإجابة عن السؤال السابق وهو متى يمكن الدعاء بقول” وافوض أمري إلى الله فيكون في كل وقت وخاصة في وقت الضيق والوقوع في الكرب، وحاجة العبد لربه بأن ينصره على من ظلمه، وفي التفويض استسلام وخضوع من العبد بصورة كاملة والرضا بقضاء الله تعالى وقدره وما يقسمه له من أمور في علم الغيب، فالله تعالى هو الكافي لمن فوض أمره إليه ولمن توكل على الله تعالى وأخذ بالأسباب التي تساعد في تسريع الاستجابة.

تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله

يوجد الكثير من التجارب التي جاء أثر الدعاء المبارك والذي ورد في كتاب الله وفي السنة النبوية الشريفة وقام كثير من المسلمين بالمواظبة عليه حتى حصلوا على الإجابة من الله تعالى، ولعل من أجمل الأدعية التي وردت في كتاب الله” وأفوض أمري إلى الله”، ومن هذه التجارب:” أن إحدى لسيدات كانت تعاني من العقم وقد مرت سنوات طويلة على زواجها وقامت بمراجعة عدد كبير من الاطباء وأخذت الكثير من العلاجات ولكن دون حدوث فرصة للحمل رغم عدم وجود أي خلل يمنعها من الحمل، استمرت هذه السيدة بترديد دعاء” وأفوض أمري إلى الله حتى استجاب الله دعائها وقد حملت بعون الله وأنعم الله بعدد من الأطفال وبدون الحاجة لأي علاج أو مراجعات للأطباء، وأكدت هذه السيدة بأن للدعاء عظيم الأثر في حياتها وفي توفيق الله تعالى لها.

تجربة جديدة لدعاء وأفوض أمري إلى الله

ويجب على كل عباد الله أن يفوضوا أمرهم كله لله تعالى وذلك لفتح أبواب الرزق والحصول على الفرج والعون من الله تعالى والحصول على نصره، ومن فضل تفويض الأمر لله تعالى إدخال الراحة والسرور للقلب والطمأنينة إلى النفس، ولا نغفل أن الله تعالى هو القادر على النفع والضر وهناك الكثير  من التجارب التي جاءت تبين دعاء تفويض الأمر لله تعالى ومنها التجارب التالية:

  • قصة الإمام الشافعي الذي جاءت جارية تطلب النجدة منه لاختراق بيتها وفيه صغارها وقد هرع الشافعي مع الجارية لإنقاذ البيت والأطفال فلما رأت الخير منه اعترفت بأن جماعة من اليهود قد سلطوها عليه لإلحاق الضرر والأذى به، فيقول الشافعي أنه دائما ما يردد دعاء” وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” فكشف الله عنه الظلم ودفع عنه الأذى الكبير.
  • رجل يعاني من مرض مزمن وقد أثر ذلك على حياته فهو لا يستطيع العمل وقد أثر أيضا على انجابه للأطفال وأخذ يدعو الله تعالى بهذا الدعاء لسنوات طويلة، حتى شفي تماما من مرضه حتى استطاع العمل وتوفير تكلفة العلاج ثم ما لبث إلا أن رزقه الله تعالى بتوأم، وفي ذلك فضل كبير ونعمة عليه من ربه ودليل على رحمة الله ورأفته بعباده الداعين الصالحين المتقين وأنه لا ينسى عباده أبدا سبحانه.

خطوات تفويض الأمر إلى الله

ويكون تفويض الأمر لله تعالى من خلال الدعاء بشكل مستمر وذكر الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار وتسبيح الله وكثرة الاستغفار، ومن خطوات تفويض الأمر لله تعالى ما يلي:

  • يجب أولا التوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب خطوة هامة من خطوات تفويض الأمر لله تعالى.
  • اليقين بقدرة الله تعالى على الإجابة للدعاء في كل وقت وتغيير حال العبد للأفضل.
  • التوبة لله تعالى والبعد عن فعل الشهوات والمعصية.
  • الرضا بما قسمه الله تعالى من أمور ورزق وحمد الله تعالى وشكره على نعمه.
  • الإلحاح بالدعاء وتكراره حتى تحصل على الإجابة من الله.
  • تعظيم الثقة واليقين بالله تعالى فهو وحده المستحق بالعبادة وهو وحده مجيب الدعاء.

أوقات قول ” وأفوض أمري إلى الله”

ولا شك أن دعاء العبد والحاحه فيه يكون في كل أوقات حياته فكما نعلم فإن الدعاء هو سلاح العبد الذي من خلاله يحصل على العفو والمغفرة والتمكين والسداد والتوفيق في كل أمور حياته، من خلاله أيضا يتبدل حال العبد من العجز والضعف إلى القوة والفرج، ومن الكسل والخمول إلى النشاط والتفاؤل والإقبال على الحياة، وأما عن الاوقات التي يستحب بها قول دعاء” وأفوض أمري إلى الله” هي الأوقات التي تستجاب فيها الدعاء ومنها الأوقات التالية:

  • في الأيام المباركة مثل سيد الأيام يوم عرفة.
  • دعاء الصائم قبل الإفطار.
  • دعاء العبد في قيام الليل وخاصة في آخره.
  • الدعاء عند سماع الأذان للصلاة والإقامة لها.
  • الدعاء في الصلاة في السجود وبعد الانتهاء منها.
  • الدعاء في شهر رمضان المبارك وخاصة في ليلة القدر.
  • الدعاء في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة.
  • الدعاء عند نزول الغيث.
  • الدعاء للمظلوم وللإمام العادل وعند رؤية الكعبة.
  • الدعاء عند الوقوع في المصائب والشدائد.

دعاء وأفوض أمري إلى الله لقضاء الحوائج

ولعل من الأثار الظاهرة جدا لدعاء وأفوض أمري إلى الله أن من قاله حصل على العون من ربه، فيزيل الله كربه ويحول أموره من العسر إلى اليسر ومن الضيق إلى الفرج، كما أن تفويض العبد أمره لله تعالى من صفات عباد الله الصالحين المؤمنين، وهو دليل على حرص العبد على نيل عظيم الأجر والثواب، وهو يقين من العبد على فضل الله تعالى وقدرته على قضاء الحوائج، ولذلك متى ما وقعت في حاجة عليم باللجوء إلى ربك وتفويض أمرك إليك، ومن أدعية تفويض الأمر إلى الله ما يلي:

  • اللهم إني أفوض أمري كله إليك لا إله إلا أنت اللهم لا تردني خائبا خاسرا يا أرحم الراحمين.
  • اللهم إني فوضت أمري إليك يا معين أعني على طاعتك وأعني على التوبة والإنابة.
  • اللهم إني فوضت أمري إليك يا الله أعني وأثبني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
  • اللهم فوضت أمري إليك فانصرني اللهم على القوم الظالمين.
  • اللهم إني أفوض أمري لك يا الله فلا تخذلني ولا تتركني لا حول لي ولا قوة إلا بك.
  • اللهم إني فوضت أمري إليك فاجعلني من عبادك الصالحين ولا تحرمني من عطفك وعونك وفضلك.
  • اللهم إني فوضت أمري إليك فاحفظني اللهم بعينك التي لا تنام أنت أعلم بحالي يا بصير بالعباد.
  • اللهم إني فوضت أمري ونفسي وأهلي ومالي إليك ولا ملجأ منك إلا إليك.
  • اللهم أفوض أمري ونفسي لك يا معين أعني ويا مغيث أغثني وارحمني برحمتك وبعينك التي لا تنام.
  • اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك وأفوض أمري للطفك وعفوك إني عبد ابن عبد فلا تحرمني من رحمتك.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!