جدول المحتويات
أم معبد الخزاعية ويكيبيديا السيرة الذاتية، لقد لعبت النساء في بداية دعوة الإسلام دورا مهما وبارزا في دعم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بشتى الطرق والوسائل، وقد وردت العديد من القصص في السيرة النبوية لنساء كان لهن دور بارز في شد أزر النبي كزوجته خديجة بنت خويلد ، وكذلك من النساء التي برزت أسماءهن في قصة هجرة النبي من مكة الى المدينة برفقة صاحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الصحابية أسما بنت أبي بكر، والتي كانت تخاطر بحياتها وتقطع طريقا صعبا في حر الصحراء ووعورة الجبال لتنقل الطعام والشراب الى رسول الله وأبيها فترة احتمائهما في الغار بعيدا عن عيون كفار قريش ، ومن الأسماء التي برزت في هجرة النبي الصحابية أم معبد الخزاعية التي مر بها النبي في طريقه الى يثرب ودورها في تضليل كفار قريش عن اللحاق بالنبي في طريقة الى المدينة، وسنتناول قصتها في هذا المقال.
أم معبد الخزاعية السيرة الذاتية
أم معبد هي عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعية، واخيها حبيش بن خالد الخزاعي الكعبي وهو من الصحابة الذين أسلموا واتبعوا الرسول ومن روى وصفها للنبي، وقد كانت أم معبد امرأة بدوية لا يعرفها أحد تسكن في وادي يسمى قديد يقع بين مكة والمدينة المنورة ، وقد اشتهرت بعد أن مر بها النبي وأصحابه الذين رافقوه في هجرتهم السرية من مكة الى المدينة ليفروا من بطش كفار قريش وتعذيبهم للمسلمين ، وقد أسلمت أم معبد بعد فترة من مقابلتها للنبي إذ ارتحلت الى المدينة مع ابنها وأعلنت اسلامها ، وقد انشرح صدرها للنبي ورسالته منذ أن قابلته ولم تكن تعرف من يكون في ذلك الوقت ، حتى أنها عندما مر بها قوم من قريش يسألونها عنه انكرت معرفتها به ، وقد كانت أم معبد امرأة خلوقة كريمة لا ترد ضيفا ولا محتاجا وقد ماتت على دين الإسلام.
قصة أم معبد في الهجرة
بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة برفقة صاحبه أبي بكر الصديق ومكثا في غار ثور لعدة أيام ثم ارتحلا برفقة دليل لهما يدعى عبدالله بن الأريقط وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وبعد سفرهم لعدة أيام نفذ ماءهم وطعامهم وقد مروا بخيمة لامرأة بدوية تمكث وحيدة مع ولدها وخرج زوجها لرعي الغنم، وقد كانت هذه الخيمة لأم معبد الخزاعية فالتجأوا اليها يطلبون منها كرم الضيافة فاستقبلتهم ولم يكن لديها غير شاة واحدة ضعيفة ليس فيها لبن ، فطلب منها النبي أن يحلب الشاة وأذنت له فمسح عليها وسمى الله فامتلأ ضرعها باللبن وحلبها النبي مرتين حتى ارتوى وأصحابه وأهل البيت وأصبحت تلك الشاة مباركة وسمينة، وبعد استقبال أم معبد للنبي وأصحابه واستراحتهم وحصولهم على الماء والزاد انطلقوا في رحلتهم مرة أخرى وهي ما زالت غير مصدقة لما حدث ، حتى عاد زوجها فسألها عن حالها فأخبرته بالخبر ووصفت له النبي فعرف وصفه من مكة وأراد اللحاق بهم ، وبعد أن وصلت أنباء الرسول الى قريش أرسلوا وفدا يلحق به ومروا بخيمة أم معبد فلم تكن لهم عونا وأنكرت رؤيتها للنبي .
وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم
وكان ممن مر بهم النبي في هجرته إلى يثرب بعد أن أذن له الله بإعلان دعوته للإسلام واشتداد أذى قريش مروره بخيمة عجوز هي أم معبد، وقد قام صلى الله عليه وسلم بمبايعتها فأسلمت لرؤيتها كرامات تدل على نبوة النبي، ثم تركها وأكمل طريقه نحو المدينة المنورة، وقد كانت شاة أم معبد فارغة لا تعطيها وزوجها لبنا وقد عاد زوجها ووجد لبنا كثير وقد ذكرت له مرور النبي بها وأن بركته من زادت لبن الشاة وأخذت تصف النبي لزوجها وكان من وصفها قولها:” رأيتُ رَجُلاً ظاهِرَ الوَضَاءَةِ أَبلَجَ الوَجهِ، حَسَنَ الخَلقِº لَم تَعِبهُ تَجِلَّةٌ، ولَم تُزرِيهِ صعلةٌ، وَسِيمٌ، قَسِيمٌ، في عَينِهِ دَعَجٌ، وفي أَشفَارِهِ وَطفٌ، وفي صوتِه صَهلٌ، وفي عُنقِه سَطعٌ، وفي لِحيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجٌّ أَقرَنُ، إن صمَتَ فَعَلَيه الوَقَارُ، وإن تَكَلَّم سماه وعَلَاهُ البَهَاءُ، أَجمَلُ النَّاسِ وأَبهَاهُ مِن بَعيدٍ,، وأَحسَنُه وأجملُه مِن قَريبٍ,، حُلوُ المًنطِقِ، فَصلاً لا نَزرَ ولا هَذرَ، كأنَّ منطقَه خَرَزَاتُ نَظمٍ, يَتَحَدَّرنَ، رَبعَةٌ، لا تَشنَؤهُ مِن طولٍ,، ولا تَقتَحِمُهُ عَينٌ مِن قِصَرٍ,، غُصنٌ بينَ غُصنَين، فهو أَنضَرُ الثلاثةِ مَنظَرًا، وأحسنُهم قَدرًا، له رُفَقَاءُ يَحُفٌّونَ بِهِ، إن قال سَمِعُوا لِقَولِه، وإن أمَر تَبَادَرُوا إلى أمرِه، مَحفُودٌ، مَحشُودٌ، لا عَابِسٌ ولا مُقتَصِدٌ”.
شرح وصف أم معبد للنبي
وقد عرف عن أم معبد أنها كريمة تطعم المارين وهي عجوز كبيرة في السن، وأما شرح وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم نوضحه لكم في نقاط:
- أن ذو وجه وضاء فيه من الحسن والجمال الكبير.
- أبلح الوجه أي أنه وجهه مشرقا منيرا.
- لَم تَعِبهُ تَجِلَّةٌ، ولَم تُزرِيهِ صعلةٌ أي لا بالسمين ذو البطن ولا بالنحيف ورأسه مناسب لا بالصغيرة ولا الكبيرة.
- وسيم قسيم ومعنى ذلك حسنه واضح لحد الوسامة.
- في عينيه دعج: أي حين النظر إلى عينيه نرى شدة سوادهما.
- في أشفاره وطف: دلالة على طول رموشه.
- في صوته صحل: أي أن صوته حاد صلب ولكن لا شدة فيه ويوجد بحة قليلة في صوته.
- في عنقه سطع: فيها نور وحسن وبهاء وطويلة.
- أحور أكحل: عيناه واسعتان فيهما استدارة وبياض عينيه شديد وتعني أكحل أي يظهر في خط جفنيه كأن بهما كحل.
- أزج أقرن: حاجبيه طويلين يتخذان شكل قوس وفيهما شيء من الوصل بينهما.
- الوقار في كلامه وفي صمته.
- يظهر جلالة حسنه ووقاره من بعيد ومن قريب.
- حلو المنطق، فصلٌ لا نزر ولا هذر، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحدرنَ: ويعني ذلك الحسن والفصاحة والبلاغة في قوله.
- أما طوله فلا بالطويل ولا بالقصير.
- حوله أصحابه يحترمونه ولكلمته مكانة بينهم يسارعون لتنفيذها.
- جميل المعاشرة لا يعبس ولا يضحك كثيرا وله محبة عظيمة لتعامله اللين مع من حوله.
دروس مستفادة من قصة أم معبد مع الرسول
وقد زخرت كتب التاريخ الإسلامي بكثير من القصص والمواقف لبعض المسلمين رغم أن كثير من الناس يجهل أسمائهم والتي من خلال قصصهم نتعلم ونستفيد كثير من الدروس والعبر، وقد كانت من القصص التي سطرت الكثير من الفوائد قصة العجوز الكبيرة والتي كانت خيمتها في طريق المدينة المنورة والتي حل النبي ضيفا عليها في هجرته وهي أم معبد، ومن هذه الدروس:
- النبي صلى الله عليه وسلم كان مباركا ولشدة بركته كانت تحل لكل شيء يلامسه وحدث ذلك لشاة أم معبد التي ما إن لمسها النبي حتى زاد حليبها بشكل كبير.
- أم معبد امرأة فصيحة وظهرت فصاحتها بشكل كبير في وصفها الدقيق لصفات النبي صلى الله عليه وسلم.
- احترام النبي لأم معبد وهي امرأة عجوز كبيرة السن من خلال منادتها بكنيتها.
- أدب النبي وظهر ذلك في طلب الإذن من أم معبد ليحلب الشاة لها وقد حلب كمية تكفيه وأصحابه وترك شيئا منه لأم معبد وزوجها.
- حب الصحابة للنبي وحسن معاشرته لهم ولينه معهم وتواضعه صلى الله عليه وسلم.
