من هي أم كلثوم بنت عقبة ويكيبيديا

من هي أم كلثوم بنت عقبة ويكيبيديا، المرأة هي نصف المجتمع وأساسه المتين، فالمرأة هي الأم التي تنجب وتربي أبنائها تربية سليمة لبناء مجتمع مزدهر يتحلى بالأخلاق والقيم السامية، ولهذا أولى الإسلام المرأة أهمية كبرى وكرمها من خلال العديد من الأمثلة، فقد جعل أوصى الرسول بالأم توصية شديدة في حديث نبوي شهير حينما أوصى الصحابة بقوله أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، وهذا ان دل فلغنما يدل على تكريم الإسلام للأم وعلى دورها الحساس والمهم في بناء الجيل الإسلامي الذي يحمل رسالة الإسلام ، وكذلك كرم الله المرأة بأن أنزلت سورة خاصة لها وباسمها سورة النساء، ومن ذلك أيضا أن الإسلام لم يلزم المرأة بالإنفاق حتى على نفسها بل وألزم ولي أمرها بالعمل والإنفاق عليها وعلى أبنائها والكثير من صور تكريم المرأة التي لم تحظى بها المرأة في أي دين آخر، كما ولعبت المرأة دورا في ترسيخ دعائم الدولة الإسلامية منذ بداية الدعوة فقد كان من الذين آمنوا مع الرسول في مكة عدد من النساء من جهرن بإسلامهن وأخريات كتمن الأمر حتى هاجرن الى المدينة وبايعن الرسول على دين التوحيد ورسالة الإسلام العظيمة، ومنهن الصحابية أم كلثوم بنت عقبة التي سنتحدث عنها في مقالنا.

أم كلثوم بنت عقبة ويكيبيديا

هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، والدها عقبة بن ابي معيط من سادات قريش وقد كان قرينا لأمية ابن خلف العدو اللدود للرسول ودعوته ، أمها أروى بنت كريز وأمها عمة النبي بيضاء بنت عبد المطلب وقد أسلمت وهاجرت الى المدينة بعد اسلام ابنتها ام كلثوم ، أم كلثوم هي أخت الخليفة عثمان بن عفان لأمه ، لديها ثلاث أشقاء من أبيها هم الوليد وخالد وعمارة، كانت من الفتيات اللواتي أسلمن في مكة وكتمن اسلامهن لسنوات طويلة حتى تمكنت من الهجرة ومبايعة النبي وأقامت في المدينة حتى وفاتها في العام أربعين هجرية ، وقد تزوجت أربعة مرات وكان أزواجها الأربعة من الصحابة وقد أنجبت أربعة أبناء وثلاث بنات ، تميزت عن غيرها من فتيات عصرها بأنها كانت واحدة من نساء قليلات تعلمن القراءة والكتابة منذ نعومة أظافرهن فنشأت محبة للعلم وقد كانت تلقب بأم النجباء لما تميز به أبنائها من الحكم وحب العلم ، وقد كانت لهم اسهامات عديدة في الإرث الفكري والديني للحضارة الإسلامية ، وكان أبرز ابناءها وأعلمهم حميد بن عبد الرحمن بن عوف والذي روى الكثير عن خاله عثمان بن عفان حيث كان ملازما له بشكل مستمر، وعاشت أم كلثوم حياتها عابدة لله بقلب مخلص.

زوج أم كلثوم بنت عقبة

لقد كانت ام كلثوم بنت عقبة من الصحابيات اللواتي اهتم بهن النبي صلى الله عليه وسلم اهتماما خاصا فقد كانت راجحة العقل وذات حكمة واصحبها النبي في عدة غزوات لمداواة الجرحى، وقد تقدم لخطبتها الصحابة الربعة زيد بن الحارثة وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام فاستشارت أخيها لأمها عثمان بن عفان فأشار عليها باستشارة النبي فلما عرضت عليه الأمر نصحها بالزواج من زيد بن حارثة ، فتزوجت من زيد وأنجبت منه رقية وعاشت معه حتى استشهد في غزوة مؤتة ، ثم تزوجها الزبير بن العوام وأنجت منه ابنتها زينب ثم طلقها ، فتزوجت عبد الرحمن بن عوف الذي كان أغنى رجال المدينة وأنجبت منه أبنائها إبراهيم وحميد ابني عبد الرحمن بن عوف، ثم تزوجت من عمرو بن العاص ومكثت عنده شهرا واحدا ثم وافتها المنية في العام (40) من الهجرة، اذن أزواج الصحابية أم كلثوم بنت عقبة هم:

• زيد بن حارثة.
• الزبير بن العوام.
• عبد الرحمن بن عوف.
• عمرو بن العاص.

قصة اسلامها وهجرتها

لقد أسلمت الصحابية الجليلة أم كلثوم بنت عقبة في بداية دعوة الإسلام وقد كتمت اسلامها لسنوات طويلة خوفا من بأس قريش وبخاصة أخويها الوليد وخالد الذين كانا من أشد أعداء الإسلام والمسلمين على نهج أبيهم عقبة بن أبي معيط الذي بلغت وقاحته أن يحاول البصق في وجه النبي وبقدرة الله ارتدت عليه بصقته لتحرق وجهه، وازداد اقتناع أم كلثوم بعقيدة التوحيد يوما بعد يوم أثناء مكوثها في مكة مع أهلها حتى استطاعت أن تفر بدينها الى المدينة بعد سبع سنوات من هجرة النبي وكانت أول من هاجر من النساء بعد صلح الحديبية ، وكانت أم كلثوم قد اعتادت الخروج لبعض الأيام الى أقاربها في منطقة خارج مكة ، حتى جاء موعد هجرتها فخرجت ولم تمكث عندهم بل سارت في طريق الصحراء الطويل لوحدها حتى قابلت رجلا في قافلة فلما علمت انه من خزاعة الذين بينهم وبين الرسول عهد انضمت اليهم وقد أكرموها حتى وصلوا بها الى المدينة لتبايع النبي على الإسلام وتلتحق بالمسلمين.

نزول الآية في أم كلثوم بنت عقبة

عندما وصلت أم كلثوم بنت عقبة الى المدينة المنورة نزلت ببيت أم سلمة وأخبرتها أنها جاءت مسلمة لتبايع النبي ، ولما أخبرت أم سلمة النبي بذلك بايعها الا أن أخويها الوليد وخالد قد خرجوا وراءها ليردوها الى مكة بموجب صلح الحديبية الذي كان يلزم المسلمين بإعادة من أتى اليهم مهاجرا من مكة وعدم ايواءهم ، فاستجارت أم كلثوم بالنبي وطلبت منه الا يسمح لهما بأخذها معه فهي تخشى على نفسها من العذاب لضعف حالها ولا تأمن على دينها من أن يردوها عن الإسلام والتوحيد ، فكان الرد من الله عزوجل الذي قضى الأمر حين نزلت الآية:” يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن” ، فنقض النبي عهد الحديبية من النساء لضعفهن وعدم مقدرتهن على تحمل مشقة تعذيب الكفار لهن .

روايتها للحديث

لم تقتصر رواية الحديث النبوي على الصحابة الرجال بل كان للصحابيات من النساء نصيب من رواية الأحاديث ، فقد برزت العديد من الصحابيات في رواية الحديث منهن أمهات المؤمنين عائشة وأم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهن ، وكذلك أسماء بنت يزيد ولبابة بنت الحارث وفاطمة بنت قيس وأسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهن وغيرهن من الصحابيات ، وقد كان لأم كلثوم نصيب من رواية الحديث حيث روت عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث ، ومن الأحاديث التي روتها عن النبي حديث حالات الكذب حيث ورد عنها انها قالت لم أسمع رسول الله يرخص في شيء من حديث الناس إنه كذب إلا في ثلاث الكذب في الحرب وكذب الرجل على زوجته والمرأة على زوجها والإصلاح بين الناس ، وقد عاشت حياتها في خدمة الدين الإسلامي وتنشئة أبناءها على حب الله ورسوله والعمل على نشر دعوة الإسلام حتى توفيت في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك بعد شهر من زواجها عمرو بن العاص.