منوعات

معلومات عن أسماء بنت عميس

معلومات عن أسماء بنت عميس، أسهمت المرأة في الإسلام منذ فجره بكثير من الانجازات العظيمة فهي صانعة الرجال ومربية الرجال وهي الفقهية والمعلمة والحافظة لكتاب الله، ولذلك المطلع على التاريخ الإسلامي يعلم جيدا دور ومكانة المرأة في الإسلام ويعلم جيدا أن ما يدعيه الغرب من تهميش وظلم الإسلام للمرأة هو محض افتراء لا أساس له من الصحة، ويوجد في السيرة النبوية وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم أسماء لكثير من الصحابيات رضي الله عنهم ممن كان لهن دور في نهضة الإسلام وانتشاره، ولعل من هذه الأسماء التي نتحدث حولها في هذا المقال أسماء بنت عميس رضي الله عنها وأرضاها.

أسماء بنت عميس ويكيبيديا

يوجد في التاريخ الإسلامي كثير من النساء ممن كانوا صحابيات ومن أول من أسلم وآمن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل من الأسماء المعروفة بين الصحابيات الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس واسمها أسماء بنت عميس الخثعية وكنيتها أم عبد الله، ولدت في مكة المكرمة  وأما وفاتها كانت في دمشق في السنة التاسعة والثلاثين للهجرة النبوية، أطلق عليها اسم صاحبة الهجرتين لأنها هاجرت مرتين المرة الأولى حين هاجر المسلمون إلى الحبشة هربا من بطش وإيذاء قريش وأما المرة الثانية فكانت هجرتها إلى المدينة المنورة، كما أنها تزوجت من ثلاث من المبشرين العشرة بالجنة وهم جعفر بن أبي طالب و أبو بكر الصديق و علي بن أبي طالب رضي الله عنهم،  أنجبت ولدين أما الأول فهو محمد من أبو بكر، وأما ابنها الثاني من علي بن أبي طالب واسمه عبد الله، أما أم أسماء فهي هند بنت عوف بن زهير وهي أخت ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.

إسلام أسماء بنت عميس

كان إسلام أسماء بنت عميس في بداية الإسلام ومن أوائل من دخل الدين الإسلامي وقبل بداية اجتماع النبي محمد بمن أسلم في دار الأرقم، وكان زواجها الأول من جعفر بن أبي طالب والتي هاجرة معه إلى الحبشة مع المسلمين وقد كانت وقتها حامل فكان ميلادها في الحبشة وقد ولدت له ثلاث من الأبناء هم عبدالله وعون ومحمد، عادت برفقة زوجها وأولادها في السنة السابعة للهجرة إلى المدينة لكنه قتل في العام الذي يليه في مؤتة، فتقدم أبو بكر رضي الله عنها للزواج منها فقبلت وقد أنجبت له محمد ثم توفي أبو بكر الصديق في السنة الثالثة عشر للهجرة وقد قامت أسماء بناء على وصيته بتغسيله، ث تقدم لها علي بن أبي طالب وتزوجها وأنجبت له ابنين هما يحيى وعون، عرف عنها كثرة روايتها لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وصلت حتى ستين حديثا، وعنها أخذ الرواية عنها  ابنها عبدالله ابن جعفر و ابن العباس و ابن المسيب و القاسم بن محمد و عبدالله بن شداد بن الهاد وهو ابن اختها وعروة بن الزبير وغيرهم من الرواة.

أسماء بنت عميس وفاطمة الزهراء

ومن شدة تعلق أسماء بنت عميس بالنبي صلى الله عليه وسلم وحبها له قامت بتسمية اثنين من أبنائها باسم محمد، وقد كانت أيضا من المقربين لبيت النبي وأهله وقد حضرت زفاف السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقد كانت أسماء بن عميس ممن خدم السيدة فاطمة طوال حياتها وهي ممن شارك في غسلها عند وفاتها كذلك، وهي من أشارت بفكرة التابوت على فاطمة فقد عرفته حين هاجرت إلى الحبشة، وقد كانت هذه الفكرة لاقت استحسان النساء لما فيه من ستر لهن عند وفاتهن، وقد طلبت فاطمة من أسماء أن تغسلها إذا ماتت ولا يدخل عليها ويغسلها غيرها، وكانت خير النساء وفاء لفاطمة الزهراء ولأبنائها ولأزواجها.

سبب لقب أسماء بنت عميس بصاحبة الهجرتين

وكان للقب أسماء بنت عميس بصاحبة الهجرتين له قصة طريفة فقد كانت في يوم في بيت عمر بعد وصولها إلى المدينة فلما رأى عمر بالخطاب أسماء قال لها : يا حبشية سبقناكم بالهجرة وكان يقصد هجرته إلى المدينة المنورة، فغضبت أسماء بنت عميس غضبا شديدا وذهبت تشكو عمر للنبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قال عمر فرد النبي عليها فقال:” للناس هجرة واحدة ، ولكم هجرتان ، الهجرة الأولى للحبشة ، والثانية للمدينة المنورة، فرضيت أسماء بنت عميس وفرحت لكلام النبي وبما لقبها به كونها صاحبة الهجرتين، وكان الفضل الكبير لها زواجها من ثلاث أزواج هم صحابة كرام ومن المبشرين بالجنة، اضافة لرواية الحديث عنها من عدد كبير من الصحابة قمنا بذكرها دائما.

حياة أسماء بنت عميس بعد إسلامها

كانت أسماء بنت عميس في أول إسلامها زوجة جعفر بن أبي طالب وهو من المبشرين بالجنة ولما اشتد الأذى على من أسلم وهم قلة من قريش وأعيانهم أمر النبي المسلمين الهجرة إلى الحبشة، وكانت هذه الهجرة هي الهجرة الأولى للمسلمين أما الهجرة الثانية فكانت إلى يثرب، وقد عانت مع زوجها من عذاب وأذى قريش فهاجرت للحبشة في السنة الخامسة للبعثة في أول فوج من المهاجرين وكان عددهم أربعة عشر منهم عشرة من الرجال وأربع نساء، ساندت أسماء بنت عميس زوجها جعفر وساعدته في نشر دين الإسلام في الحبشة، استمر بقاء أسماء وزوجها جعفر في الحبشة يدعوان للدين الحق 12 عاما، فلما حدثت غزوة خيبر واستقرت أمور المسلمين في المدينة المنورة أمر المسلمين بالهجرة إلى يثرب وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة.

حزن أسماء بنت عميس على جعفر

فلما عاد الزوجان إلى يثرب في هجرتهما الثانية وبعد عام واحد قام النبي بالعمرة ثم قامت غزوة فمؤتة وقد شارك جعفر بن أبي طالب بها وقد استشهد، فحزنت عليه أسماء بنت عميس حزنا شديدا على فراقه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:” يا أسماء لا تقولي فجرا ولا تضربي صدرا”، وقد خفف عنها كلام النبي كثيرا فصبرت واحتسبت الاجر عند ربها، ثم بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بما نال جعفر من أجر وقد كانت قطعت يديه في المعركة حين استشهاده وقد عوضه الله تعالى بجناحين يطير بهما في الجنة وقد لقب لذلك بجعفر الطيار، ففرحت أسماء واستبشرت، بعد وفاة جعفر رضي الله عنه زوجها بقيت نعم الزوجة وقد تفرغت لتربية أبنائها ورعايتهم حتى تزوجت من أبي بكر رضي الله عنه.

وفاة ابن أسماء بنت عميس

لما اشتدت الفتن وكثرت التمردات أثناء خلافة علي بن أبي طالب جاء خبر مفجع لأسماء وقد كانت زوجة علي وقتها وهو خبر وفاة ابنها محمد بن أبي بكر أثناء ولايته على مصر، ولم يكن هذا آخر أحزانها وأشدهم فقد استشهد علي كرم الله وجهه في السنة الأربعين للهجرة النبوية فحزنت وزاد قلبها حرقة ولكنها صبرت على هذا الابتلاء، وقد توفيت في نفس العام لوفاة علي بن أبي طالب في الأربعين للهجرة بعد عمر في الجهاد والدعوة للدين الإسلامي والصبر والاحتساب فرضي الله عنها وأرضاها.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!