هل يجوز وضع صور نساء محجبات مع ادعية

هل يجوز وضع صور نساء محجبات مع ادعية، كرم الله المرأة وجعل لها مكانة هامة في المجتمع المسلم، حيث أنها تتساوى مع الرجل في العديد من الأحكام والشرائع الدينية حالها كحال الرجل، بل إنها تلعب دورا أكبر وأكثر أهمية في بناء المجتمع المسلم، ولهذا عمد الإسلام إلى تكريمها وتيسير سبل الحفاظ عليها من كل أذى وشر وفتنة، ويعتبر الحجاب واحدة من التشريعات التي فرضها الله على المرأة المسلمة لتصون نفسها وتترفع عن كل فتنة وأذى قد تتعرض له من كل من تسول له نفسه أو ضل عن طريق الهدى واستسلم لرغباته الدنيوية الدنيئة، فالحجاب يحمي جسد المرأة من النظرات القذرة لبعض الرجال ذوي النفوس المريضة وليس تكميما لها من عيش حياتها الطبيعية، فهو ليس كما يدعي بعض المنادين بالحرية والانفتاح يشكل عائقا أمام تحقيق الانجازات التي تطمح اليها بما يتناسب مع فطرتها السليمة التي خلقها الله عليها، وينبغي التنبيه الى أن الكثير من الدعوات التي تحركها الحضارات الغربية بمسمى حرية الرأي والدين إنما هي دعوات منظمة تهدف الى نخر جوهر المجتمع المسلم من الداخل وذلك من خلال افساد المرأة ونشر الانحلال و التعري وجعله أمرا عاديا ومقبولا في المجتمع المسلم، وإن كانوا كما يدعون بأنهم يسعون الى فرض حرية الرأي فلماذا يمنع المسلمات ويحاربن بحرب شرسة بسبب ارتداء الحجاب في بلدانهم التي تدعي التحضر وضمان الحريات، لهذا ينبغي على فتياتنا وشبابنا العودة الى الدين الإسلامي الذي كفل حرية الافراد بما لا يتعارض مع مصالح الآخرين وفطرة الانسان السوي التي خلق بها.

متى فرض الحجاب

لم يكن مفهوم الحجاب وليد الشريعة الاسلامية وتعاليمها بل كان مفهوما رائجا وإن كان ليس المفهوم المعروف لدينا فقد كانت قبائل العرب بشكل عام تنفر من التعري وتعتبر نقيصة في حق المرأة وتقليلا من شأنها اقتصر على الجواري والعبيد، ولكن حاء الاسلام ليساوي نساء المسلمين جميعا ويكرمهن منذ السنوات الأولى،  أما بخصوص السنة التي فرض الحجاب فيها بوصفه المحدد فقد كان من خلال الآية الكريمة رقم 59 من سورة الأحزاب حيث قال تعالى ” يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما”، واختلف العلماء في السنة التي نزلت فيها هذه الآية هناك قول أنها نزلت في السنة الثالثة وقول آخر وهو الراجح بين العلماء أنها نزلت في السنة الرابعة من الهجرة، وفي تفسير الآية أن الله قد أمر نساء النبي و نساء المؤمنين بارتداء الحجاب وستر أجسادهن عن كل رجل أجنبي وفي ذلك تمييز لهن فيعرفن بالعفة واتقاء الفتنة والشر.

حكم الحجاب للمرأة

لقد فرض الله عزوجل الحجاب على الفتاة المسلمة في سن معينة من حياتها، وينبغي على الوالدين الحرص على ترغيب الفتاة في الحجاب منذ سن صغيرة فإذا وصلت سن البلوغ وهو سن الحيض أصبح فرضا عليها لبس الحجاب وتؤثم اذا لم تلتزم به كما ويقع اثمها على ولي أمرها اذا تغاضى وتساهل في الأمر، وسن البلوغ يختلف من فتاة لأخرى ومن منطقة لأخرى فبعض الفتيات تصلن الى سن البلوغ في سن مبكرة في عمر التاسعة والبعض الآخر يتأخر في الوصول حتى سن العشرين أحيانا، وإن تأخر حيض الفتاة لأسباب صحية أو غيره من الأفضل والأحوط أن ترتدي حجابها أستر لها وأحفظ لعفتها، فالعين باب للشهوة والفتنة التي حفظ الله المرأة المسلمة من شرها والوقوع فيها بفرض ارتداء الحجاب الذي يضمن ستر عورتها ومفاتنها، وقد ذكر فرض الحجاب على المسلمات جميعا في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والتي وإن كان بعضها قد وجه الخطاب إلى نساء النبي إلا أن المقصود به عامة نساء المسلمين، واتفق العلماء على أن ستر الجسد كاملا هو فرض على كل فتاة مسلمة بالغة واختلفوا في جواز كشف الوجه والكفين بين من اعتبره كباقي الجسد وجزء من عورة المرأة وبين من اعتبره جائزا كشفه اذا أمنت الفتنة.

شروط الحجاب الإسلامي

الحجاب في الإسلام ما يغطي ويستر بدن المرأة عن عيون الرجال الأجانب من غير محارمها، فعورة المرأة على الرجل الأجنبي سائر الجسد ماعدا الوجه والكفين بالقول الراجح لدى العلماء، وهناك اختلاف بين العلماء عن وجوب تغطية الوجه فالبعض اعتبره فرضا والبعض الآخر اعتبره مستحبا، ولحجاب المرأة المسلمة بعض الشروط التي لابد من توافرها لتحقيق الغرض الأسمى من ارتداءه، ومن هذه الشروط:

• أن يكون ساترا لسائر الجسد عدا الوجه والكفين فيغطي جيد المرأة كاملا، أو يغطي سائر الجسد مع الوجه والكفين برأي علماء آخرون مثل المذهب الحنبلي.
• أن لا يكون من قماش شفاف يظهر ما تحته من جسد المرأة ويكشف عورتها أمام الرجال الأجانب فالحجاب أصله الستر وحجب الرؤية.
• فضفاضا فلا يكون ضيقا يصف ما تحته من مفاتن جسد المرأة ويبرز عورتها وهن ما تم ذكرها في حديث النبي عن النساء من أهل النار بوصف الكاسيات العاريات فهناك يرتدي الملابس ولكنها تكون ضيقة تصف جسد المرأة وكأنها عارية.
• أن لا يكون الثوب زينة في ذاته فلا يلفت النظر بلونه الفاقع وقصته الملفتة وهي الزينة التي نهى الله المرأة عن كشفها أمام غير المحارم.
• لا يكون تشبها بلباس الرجال فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل عن التشبه بالمرأة وكذلك المرأة عن التشبه بالرجل ووصفهم بأنهم ملعونين مطرودين من رحمة الله.
• أن لا يكون معطرا ومن المعلوم أن خروج المرأة متعطرة أمام غير الزوج والمحارم هو أمر حرام شرعا ومن تفعله ملعونة بنص الحديث النبوي حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:” أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية”.

فضل الحجاب

ان ارتداء المرأة المسلمة للحجاب الذي فرضه الله عليها يعود عليها وكذلك على المجتمع المسلم بشكل عام بالعديد من الفوائد والمنافع، فلا يقتصر الأمر على المصلحة الفردية للمرأة، فللحجاب فضل كبير في الإسلام ومن ذلك:

• ارتداء المرأة المسلمة للحجاب هو طاعة لأمر الله ورسوله تؤجر عليه أجرا عظيما في الدنيا والآخرة.
• الحجاب عفة للمرأة وترفع عن كل ما قد يؤذيها وحفظا لها من الفتنة والشهوة التي قد تسول للبعض أنفسهم الدنيئة من اتباعها دون خوف أو خشية من الله.
• الحجاب هو تعبير واضح عن حياء الفتاة المسلمة الذي هو أصل الإسلام وما يزيدها جمالا ورونقا تتفرد به عن غيرها من النساء.
• الحجاب هو طهارة للمرأة والمجتمع المسلم من الأشخاص أصحاب القلوب المريضة والنفوس الدنيئة.
• وصف الله النساء اللواتي يرتدين الحجاب بأنهن المؤمنات واللواتي يحملن في قلوبهن تقوى الله على الدوام.
• الحجاب وسيلة مهمة لحفظ الشباب والمجتمع المسلم من الفتن والشهوات التي تعتبر العين من أبرز منافذها، وبفرض الحجاب سترت المرأة المسلمة فلا تكون عونا للشيطان على أبناء مجتمعها ودينها.

التصوير في الاسلام

التصوير هو نقل هيئة جسم أو جسد سواء كان كائن حي أو جماد، ويشمل التصوير صناعة التماثيل والتحف والمجسمات وغيرها، وقد أجمع علماء المسلمين على تحريم التماثيل والمجسمات للكائنات الحية ذات الروح مثل الانسان والحيوان والطير بغض النظر عن الهدف منها، وقد أباح البعض الألعاب التي تضم مجسمات للأطفال،  أما المجسمات للنباتات والأشجار فلا حرمة على صنعها أو من يرغب باقتنائها، وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي فقد اختلف العلماء في شأنه البعض كأمثال الشيخ ابن باز اعتبره من التصوير المحرم فيكم بحرمة التصوير الفوتوغرافي الا للضرورة والحاجة مثل الهوية الشخصية وغيرها للتعرف على الشخص،  والبعض الآخر مثل الشيخ ابن عثيمين اعتبره لا يقع تحت التصوير المحرم فلا تجسيد فيه كما التماثيل فأجازه، وعلى المسلم الحرص على إخلاص النية لله في كل عمل ويبتعد كل البعد عن الكبر والتفاخر بما خلق الله ولا ينسب حسن الصورة إلى نفسه أو غيره، فالله الخالق المصور الذي أحسن خلقه.

حكم تعليق الصور في المنزل

يرغب الكثير من الناس بتزيين حوائط منازلهم ومكاتبهم بصورهم وصور عائلاتهم أو أشخاص يحتلون مكانة هامة في قلوبهن، كذلك صور الحيوانات والنباتات والتي أفتى جمع كبير من العلماء بأن لا حرمة فيها ما لم تكن فيها روح أو فتنة ، أما بخصوص تعليق صور الأشخاص في المنزل واقتنائها بغرض الاحتفاظ بها للذكرى فقد اختلف العلماء بين من أفتى بتحريمها ومن أفتى بجوازها اذا لم تكشف عورة و أمنت الفتنة على أصحاب المنزل،  ولكن أجمع العلماء على أن الأحوط في الأمر لما ورد عن النبي أن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها صور، وكذلك هو  اجتناب الشبهات بالامتناع عن تعليق الصور، ويشتد التحريم والكراهة في تعليق صور الأشخاص في حال كان الشخص يحتل مكانة عالية ومميزة وهذا باب للتعظيم والتمجيد الذي هو الأساس في تحريم الصور لما فيه من شرك بالله عزوجل وتأليه لغيره من المخلوقات .

الصور المشروعة في الاسلام

إن التصوير مفهوم واسع يشمل العديد من الجوانب ولكل منها حكمه الخاص الذي أفتى به علماء المسلمين وأئمتهم من أهل العلم والاجتهاد ، ويشمل التصوير:

• مجسمات وتماثيل البشر والحيوانات والطيور وهي محرمة بإجماع الأئمة لما ذكر من تحريم صريح لتجديد ذات الروح.
• مجسمات وصور النباتات والأشجار وهي مشروعة لا بأس في رسمها ونحتها فعي تعد من غير ذات الروح، لا بأس باقتناء صور ومجسمات للأشجار والأنهار وغيرها من المظاهر الطبيعية.
• مجسمات غير ذات الروح من صنع الإنسان مثل مجسمات البيوت والسيارات والآلات وغيرها فهي مشروعة بإجماع الأئمة ولا بأس بصنعها أو تملكها.
• الصور الفوتوغرافية وقد اختلف العلماء في حكمها فالبعض اعتبرها حبس للظل لا روح فيه وأفتى بأنها جائزة ، والبعض رأى أنها تقع تحت التصوير المحرم الذي ذكر في الأدلة الشرعية التي تقضي بحرمة التصوير، وأجمع العلماء على جواز التصوير الفوتوغرافي للضرورة مثل الأوراق الثبوتية والتعرف على الأشخاص وتمييزهم.

حكم مشاركة الصور المحجبة عبر مواقع التواصل

ان الأصل في فرض الحجاب على المسلمات هو الستر والابتعاد عن الفتن والشبهات ولهذا فيرى العديد من العلماء أن الأولى عدم جواز مشاركة المرأة صورها بأي حال من الأحوال، حتى وإن كانت المرأة المسلمة ترتدي الحجاب الشرعي فمشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فيه الخطر والضرر الكبير، وخاصة مع انتشار التطور التكنولوجي الكبير ومقدرة البعض على استغلال صور بعض العفيفات وفبركتها في صور فاضحة تخدش حياء الفتاة المسلمة فعليها أن تقي نفسها من مثل هذا الخطر ولا تجعل صورها مشاعا لكل من سولت له نفسه من مستخدمي هذه المواقع،  وإن كان البعض قد أجاز ذلك فقد وضع له العديد من الضوابط والشروط لتأمن المرأة على نفسها من الفتنة ومن هذه الضوابط:

• أن تكون ساترة للجسد لا تبرز عورة ولا شئ من مفاتن المرأة أو حتى فعل لا يليق بحياء المرأة المسلمة.
• أن تأمن على نفسها من الفتنة والتعدي عليها سواء بالفعل أو باللفظ.
• أن لا تكون تعديات على حقوق وخصوصيات غيرها فلا تنشر صورة لأشخاص آخرين بغير إذن صريح منهم.
• أن تتبع أمر زوجها فإن منعها من نشر الصورة عليها طاعته والا فإنها تؤثم.

حكم وضع صور نساء محجبات مع ادعية

يقوم البعض بتصميم صور لأدعية مختلفة وخاصة تلك الأدعية التي تخص المرأة مثل الزواج وحفظ الجنين وحفظ الأولاد وغيرها من الموضوعات، وقد يستخدم البعض صورا للفتيات المحجبات ظنا منهم أن صورة الفتاة المحجبة لا بأس بنشرها عبر المواقع المختلفة، ولكن ينبغي على الإنسان المسلم التشبه إلى أن الغرض الأسمى من الحجاب بعد طاعة الله هو اجتناب الفتنة وستر العورات، وفي رأي بعض علماء المسلمين أن الوجه بحد ذاته هو فتنة وعورة يجب على المرأة حجبها عن غير زوجها ومحارمها، لذلك فالأصح اجتناب الشبهة واتقاء الفتنة والامتناع عن نشر صور للفتيات المسلمات وإن كن مرتديات للحجاب وساترات للجسد كاملا، وقد يرى بعض العلماء أن الصور التي لا يكون فيها إظهار لمفاتن المرأة أو وجهها مثل امرأة تصلي أو تدعو بدون إظهار الوجه لا بأس بها، ولكن كما ذكرنا الأفضل اتقاء الشبهة والامتناع عن مشاركة الصور الخاصة وصور الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، كما وأن صور الفتيات وأن كانت ساترة بشكل كامل تلهي الشخص عن الغرض الأساسي من الصورة وهو الدعاء فالأفضل وضع الدعاء مع صورة من الطبيعة أو تصميم معين.

أدعية الثبات على الحجاب

ولما ذكرنا في هذا المقال من أهمية الحجاب للفتاة المسلمة تحرص الكثير منهن على الدعاء لأنفسهن أو لأخواتهن وبناتهن بأن يثبتهن الله على ارتداء الحجاب الذي يرضي الله عزوجل ويستوفي شروط الحجاب الصحيحة لتحقيق غاية الستر والعفة والحياء التي يكفلها ارتداء الحجاب للمرأة المسلمة ، ومن أدعية التثبيت على الحجاب:

• اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا اللهم فيما أعطيت.
• اللهم إنك تهدي من تشاء وتضل من تشاء ، اللهم اجعلني ممن هديتهم اللهم وفقني لما يرضيك.
• اللهم اغفر لي وارحمني وثبتني على الستر والحجاب ، اللهم اهدني واهد بنات المسلمين جميعا.
• اللهم يا حنان يا منان أصلح شأني وشأني زوجي وأبنائي وبناتي وثبتهم على طريقك المستقيم.
• اللهم إني أسألك لباس العافية والطهر ، اللهم اجعلني ممن امتلأ قلبه بخشيتك وجل همه في الدنيا طاعتك.
• اللهم أعزني بالحجاب واهدني لما فيه طاعتك ورضاك عني، اللهم اغفر لي وارحمني واجعلني ممن حسنت خاتمتهم ويدخلون الجنة بلا حساب.
• اللهم إني أسألك قلبا سليما شاكرا لنعمتك ، اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، اللهم اني أسألك حسن عبادتك وموجبات رحمتك.
• اللهم اجعل الحجاب عزة لي وقني من كل شر وفتنة تمنعني منه ، اللهم اجعلني ممن يخلصون لك العمل وممن تغفر لهم وترحمهم يا أرحم الراحمين.
• أسألك اللهم الهداية والثبات وأعوذ بك من الفتنة والضلال، اللهم ألهمني الصواب لارتداء الحجاب الذي يرضيك ليصون عرضي ويحفظ عفتي.