دعاء

دعاء نية العمرة عن شخص وهل تجوز عن شخص ميت ابن باز

دعاء نية العمرة عن شخص، إن العبد المؤمن عادة ما يقرن أي عمل يقوم به بالكثير من الأدعية، فنجد أن العبد المؤمن الفطن يجعل الدعاء رفيق يومه ورفيق أموره كلها وذلك لعلمه أن كافة أموره هي بيد الله عزوجل، لذا فانه عادة ما يتوجه لربه بالتضرع والدعاء اذا ما اقدم على أي أمر، كما ونجد بأن هناك الكثير من الأعمال مقرونة بالدعاء بشكل بديهي فمثلا عادة ما يقوم المؤمن بدعاء ربه اذا ما انتهى من صلاته او خلال صلاته وكذلك عند فطره اذا ما كان صائماً، ومن أكثر الاعمال التي يقرنها المؤمن بدعاءه هي الحج والعمرة، حيث تعتبر هذه العبادات من اكثر العبادات عظمة في القرب من الله عزوجل وعادة ما يكون الحاج او المعتمر محمل بالكثير من الادعية التي قد تكون لنفسه او لاحبابه، فنجد أن الدعاء لا يفارق لسان الحاج او المعتمر وذلك لانه يعلم ان مثل هذه المواقف هي مواقف قرب من الله عزوجل واجابة للدعوة، فيخرج على لسانه كل ما في قلبه من امنيات وادعية ورغبات وهموم ومشكلات لعل الله عزوجل يستجيب له دعوته ويبعد عنه ما يكدر حياته وياتيه بما يتمنى من امنيات وامال وطموحات.

دعاء نية العمرة عن شخص
دعاء نية العمرة عن شخص

فضل الدعاء اثناء الحج والعمرة

إن فضل العمرة والدعاء فيها لا يمكن لسطور ان تحصيه فقد قال الكثير من اهل العلم والائمة أنه لا يعرف أي شخص قد اهمه هم وتكدرت عيشته واغلق عليه باب وقام بأداء عمرة ودعا الله بانفراج الهم وحل هذه المسالة وفتح له الباب المغلق حتى ان الله عزوجل يحل له مصابه من حيث لا يحتسب، وذلك لأن الدعاء في هذا المقام يكون بمثابة الفرار الى الله عزوجل للتضرع اليه بالشكوى والمصاب، وذلك لان من ينزل حاجته بالله عز وجل وهو ميقن بان الله سيجيه فانه سيجيه لا محالة فما بلنا اذا كان انزال الحاجة في البيت  الحرام الذي جعله الله عز وجل مقام للناس، فليسال الانسان ربه بصدق اللجوء واليقين والايمان باجابة الله عز وجل، فاجمل ما يمكن للمصاب ان يفعله هو ان يعتمر ويشكو لله ربه ما به من هم او كدر، وعلينا ان ندعوه ونحن نعلم يقينا انه الشافي الكافي المعافي الرازق الذي بيده كل ما نعلم وما لا نعلم يعلم خيري الدنيا والاخرة، فما على المؤمن الا ان يطوف وينادي ويدي ويكبر ويسال الله ما يريد فوالله سيشعر بالارتياح وانفراج ما أراد وتحقيق وقضاء حاجته، وكذلك على المؤمن ان يستودع الله عز وجل اموره كلها لأنه لكل امر وهو مدبر لكل امر، فالله اذا ما احيا قلب عبده وجعله يستشعر بانه في رحمة الله فهو لا محالة كاشف همه محقق امنياته معطيه حتى يدهشه من عطاءه وجوده وكرمه.

دعاء نية العمرة عن شخص
دعاء نية العمرة عن شخص

فضل قصد بيت الله الحرام لاداء العمرة

إن العمرة عبادة شانها عظيم وفضلها عظيم فمن فضلها وشرفها ان الله قد استفتحها باحب الأشياء اليه فقد استفتحها بنداء تفتح له أبواب السماء وهو نداء اشتمل على افضل المعاني وهو توحيد الله عزوجل وهذا النداء الذي اذا ما نادي العبد به ربه استجاب له ربه، فهذا النداء قد شمل احب الأشياء الى الله عزوجل وهو تلبية نداء الله عزوجل بلبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، وكفا بالعمرة شرفا ان الله عزوجل ان شرعها وجعل او ما يتلفظ به العبد في العمرة ان يبداها بلبيك اللهم فهنا المعتمر يقول توحيدي واخلاصي لك يا الله باجابة دعوة إجابة بعد إجابة وتلبية اذا ما سمع النداء، وذلك لان المعتمر قاصد ربه راجيا رحمته، امين بيته الحرام قاصدين وجهه الكريم مفردينه بالعبادة والتلبية والخضوع، فبيلبيك اللهم اثبات لتلبية ولبيك لا شريك لك نفي العبودية عن غيره، فهذه اطيب الكلمات التي يمكن للسان المؤمن ان يصدح بها بلسانه وبقلبه، فتشهد الأرض والسماء بهذا اللفظ وان اسلمت لله اتجهت له واقبلت عليه وبهذا تفتح في وجهك أبواب رحمته فلا اكرم من الله ولا اجود، حتى ان الله عزوجل قد زكى حجاج ومعتمريه فهم يبتغتون فضلا من ربهم فهم لم يستغيثوا بأحد سواه ولم يطلبوا غيره، فهم قد توجهوا الى ربهم الذي فطر السماوات والأرض وهذه افضل التزكية من الله عزوجل لعباده هؤلاء فهم من صرفوا قلوبهم عن كل شيء سوى الله عزوجل وقصدوا باب الكريم الجواد المعطاء، فالمعتمر لم يخرج من دياره للتجارة ولا للاموال ولا للسياحة والنزهة فهم خرجوا مبتغين فضلا من الله عزوجل ورضوان منه، والله عزوجل لا يمكن ان يضيع عبدا من عباده قد ترك الدنيا بما فيها بمن فيها وقصد بابه الكريم ملبيا لنداءه راجيا لرحمته ومغفتره لعلمه ان الوحيد الواحد الصمد القادر على فتح الأبواب المغلقة ودرء المصائب الحالة وتحقيق الامنيات المخبأة في الصدور، فافضل الأبواب التي يمكن ان يطرقها العبد هي باب ربه الكريم، فيعطيه ويحسن عطاءه حتى ان العبد ليستغرب من كرم العطاء وجوده وسرعة استجابته في رفع البلاء واحلال النعم والمسرات وفتح الأبواب المغلقة بفضل الدعاء وخاصة دعاء المعتمر لبيت الله الحرام قاصده راجيه واثقا في رجمته ومنه وعطاءه.

دعاء نية العمرة عن شخص
دعاء نية العمرة عن شخص

أجمل وأعظم ما يحصل للإنسان اثناء العمرة

لا يوم شيء اعظم واكبر من رضوان الله عزوجل وتعتبر العمرة او الحج بمثابة رضوان وفضل من الله عزوجل، اذا فمن حج او اعتمر بصدق نية فانه قد اعطى رضوان الله عزوجل الذي لا يوجد شيء اكبر منه فرضوان الله عن عبده يعتبر اكبر من نعيم الجنة، فمن رضى الله عزوجل عن عبده ارضاه، ارضاه في دينه وفي صلاته وفي كل أمور حياته الدنيا وحياته الاخرة ، فاكثر ما يجب على العبد ان يدعو به ربه ان يرضى الله عنه فان رضى الله ارضى عنه فبرضوان الله عزوجل تستدر الرحمات ولا تصيبه مصائب الدنيا وبرضوان الله يكفينا ويحمينا ويوقينا من كل شيء، فنجد الكثير من المعتمرين قد خرجوا واقبلوا على الله عزوجل وافدين لله صدقوا الله وقد كانوا مثقلين بالهموم والمعاصي فعادوا الى بيوتهم كما خلقتهم امهاتهم ومن اعظم ما يرزقه الله عزوجل للمعتمرين ان يطمأن قلوبهم ويرزقهم الطمانينة فيرجعون بقلب غير القلب الذي خرجوا به، فكم من مهموم قد فرج همه بعد المطاف، وكم من مريض قد شفى ومن صاحب امنية قد حققت امنيته، فهذا كله فضل ورضوان يضل على شرف عبادة العمرة وزيارة بيت الله الحرام وما اعظم ان تكون هذه العمرة من تضحية فيكون المؤمن مشغولا ويخرج رغم ذلك في عمرة من ماله وجهده، كم أنه من فضائل العمرة ان المعتمرين هم وفد الله عزوجل فقد بين الرسول صلى الله عزوجل ان للمعتمر ثلاثة صفات الأولى انه وفد الله عزوجل، والصفة الثانية انه مجيب لدعوة الله عزوجل فهو اذن في حماية الله عزوجل، وكذلك مجاب الدعوة فينبغي للمؤمن ان يكون مخلصا حاضر القلب يستشعر انه من وفد الله عزوجل، وكذلك من فضائلها ان العبد اذا خرج للعمرة وافدا على الله فانه يكتب له الاجر كاملا وافيا فمنذ ان يخطو اول خطوة فهو في اجر في مشيه ونومه وعبادته وكل شيء حتى يعود الى اهله، فكل حركة له تكتب له اجرا كاملا بل يتعدى الامر الى انه اذا قبضت روحه انه يبعث يوم القيامة ملبيا لله عزوجل وقد وردنا صدق ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فيبعث وهو ينادي لبيك اللهم لبيك، وما اعظم هذه البعثة فلا يتمنى العبد المؤمن اكثر من ذلك كرم وعطاء وحب من الله عزوجل.

حكم العمرة عن شخص اخر

نجد بأن الكثير من الناس يذهب لاداء العمرة عن شخص اخر غالبا ما يكون متوفي، يريد بذلك الاجر لهما، فهنا لابد من التفصيل قليلا في هذه المسالة فان كان الرجل يريد ان يحج عن ابيه او عن امه المتوفيان وقد كانا قاما بالحج قبل وفاتهم فهم بالتأكيد يريدون ان يحجوا عنهم بنية الاجر لهما، فاذا مانوا يريدون الاجر بالفعل فهناك طريقة افضل من هذه لاعطاء او ارسال الاجر لوالديهم المتوفيان وهي ان يتكفل بحج شخص لم يحج أصلا فيكون الحج فرضا ويكون اجر هذا الثواب والتكفل لامه او لابيه وهذا الامر اذا كان الوالدين قد حجا حج الفرض عن نفسيهما اما ان كانا قد توفيا وهم لم يحجا حج الفرض فيستحب ان يحج عنهم حج الفرض، كما ويتسائل البعض عن حكم العمرة مرتين في نفس السفر، فاكثر اهل العلم قد قالو بان هذا الامر خطا ولا يجوز ولم يرد في سنة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام، ولم ينقل عن الصحابة او السلف الصالح ان احدهم قد كان يعتمر عمرتين في سفرة واحدة وهم كانوا احرص منا على الخير وفعليه أي انه من غريب ما نرى في هذا الوقت هو قيام الشخص بعمرة واثنتين وقد يكون اكثر في نفس السفر، حتى ان عائشة رضى الله عنها كانت تنهي الصحابة عن العمرة اكثر من مرة في السنة الواحدة وذلك لكي يشتاقوا للحرم وبالفعل فالافضل هو اتباع السنة وهو العمرة في السفر مرة واحدة فقط.

دعاء نية العمرة عن شخص
دعاء نية العمرة عن شخص

افضل الادعية اثناء العمرة

أما عن الادعية التي يحب للمعتمر ان يدعو بها اثناء اعتماره فللمؤمن ان يدعو ربه بما يحب وبما يشاء من الادعية التي قد تجول في خاطره فلكل انسان امنيات وحاجات ومكدرات حياة تختلف عن الاخر فكل معتمر يصدح لسانه بما في قلبه من طوح او امنية او كدر معيشة او كرب يريد ازالته، كما ويحب للمعتمر ان يدعو لنفسه أولا بالخير ومن ثم لاحبابه واخوانه وأهله وفي البداية والديه، فالله عزوجل يحب العبد الذي يذكر والديه في دعاء لان ذلك من اعلى مراتب البر وكذلك اخوانه المسلمين في كافة بقاع الأرض، فلا يكون الانسان او المعتمر اناني في دعاءه لنفسه فحسب كما على المؤمن ان يشمل في دعاءه الدنيا والاخرة ولا يقصر الدعاء على الحياة الفانية وملذاتها خاصة في مقام الاعتمار والتلبية حيث يكون العبد ابعد ما يكون عن الدنيا وملذاتها فلا بد ان يطلب من الله عزوجل خير الدنيا وخير الاخرة والخاتمة الحسنة والفردوس الأعلى، فهذه الادعية لعلها من اجمل ما يدعو بها المؤمن ربه في اعتماره وفي مواقف حياته كاملة، ويا حبذا لو دعا المؤمن بالادعية الماثورة التي وردتنا عن الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام حيث ان ادعيته تعتبر الافصح على الاطلاق وهي ادعية تحمل المعاني الصحيحة التي يرغب المؤمن ان يعبر عنها بأفضل الطرق والكلمات والالفاظ والمعاني، وكذلك ادعية الأنبياء عليهم السلام وادعية السلف الصالح الذين كانوا يتمتعون ببلاغة الكلام وفصاحة اللسان في ترتيب الادعية التي يودون بالتوجه بها لله تعالى، وعلى المؤمن ان يكثر من الدعاء في الاتمار لان هذا المقام يكون مقام استجابة دعوة ورفع كرب وتحقيق امنية، فنجد ان الكثير من المؤمنين يتوجهون للعمرة خاضعين لله فقط من اجل دعاءه بدعاء معين فالمؤمن الفطن عندا تقفل الأبواب في وجهه يجد بان العمرة هي السبيل الوحيد لفتح هذا الباب.

ماذا أقول عندما انوى الاعتمار عن شخص

اذا نوى الانسان ان يقوم بعمرة او حج عن شخص معين يتسائل هل يجب عليه ان يتلفظ بنيته بالعمرة او الحج عن ذلك الشخص ام ان النية القلبية تكفي وحسب، والتلفظ هو القول باللسان انني انوي ان احج عن فلان او اعتمر عن فلان، وهنا نقول انه لا يشترط ذلك لان الله عزوجل يعلم بالنوايا ولا حاجة للنطق، وهنا لابد من الإشارة الى انه يقول عند بداية احرامه مثلا لبيك اللهم عمرة عن والدي، ويبدا مناسك عمرته، بان يطوف ويدعو لنفسه بما يناسبها ويدعو لوالده بالرحمة والمغفرة، وهنا لابد من التعقيب على امر العمرة لاكثر من مرة في السفر الواحد الذي قد عقبنا عليه سابقا بانه ان كان ولابد للشخص من الاعتمار لاكثر من مرة في نفس السفر كان يكون قد اعتمر لنفسه أولا ومن ثم يريد الاعتمار لابيه المتوفي فعليه ان يتحلل من احرامه الأول الذي كان لنفسه ويذهب لاقرب مكان للاحلال واقرب  مكان في الوقت الحالي هو ما يسمى التنعيم او مسجد عائشة فيحرم منه احراما جديدا لعمرة والده ومن ثم يبدا بعمرة والده بهذا الاحرام الجديد عمرة كاملة، وباذن الله تكون هذه العمرة قد قبلت عن والده، وان كان من الأفضل ان يكون لكل سفر عمرة ولكن لابس في ذلك وخاصة مع طول مسافات السفر وتعبها في وقتنا الحالي فالبعض يأتي للعمرة من بقاع بعيدة للغاية عن المملكة العربية السعودية وديننا دين يسر وليس دين عسر، أما عن دعاء العبد دعاء معينا في عمرته لنفسه او لوالده فانه في الطواف فان الاكمل اننا اذا ما بدانا الطواف ان نقول “اللهم ايمان بك وتصديقا بكتابك ووفاءا بعهدك” واما ما بين الركنين اليمانين فاننا نقول “اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار” وللمؤمن ان يدعو ما يشاء فالناس يختلفون في حاجاتهم وامنياتهم لذا ترك الله عزوجل الدعاء مطلقا فكل معتمر او حاج يدعو ما يرغب وما يوافق حاجته من امنيات ورغبات وحاجات،فلك ان تسبح وتهلل وتقرا القران وتدعو ما يجول في خاطرك، فندعو لانفسنا بخير الدنيا وذهاب همها وبخير الاخرة الباقي الدائم وبالرحمة والمغفرة لانفسنا ولموتانا وموتى المسلمين جميعا، وعلينا بجوامع الادعية التي وردتنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لان تلك الادعية تجمع لنا خير الدنيا وخير الاخرة باذن الله عزوجل، ولم يكن جعل الدعاء مطلقا عند البيت الحرام وعند الطواف به الا رحمة ورافة من الله عزوجل بعباده فالخير والبركات لمن قدم لبيته الحرام ملبيا خاضعا راجيا فالحج لا يكون الا الى بيت الله والطواف الى بيت الله فحسب فهنيئا لمن قصدهم طائفا ملبيا نداء ربه عزوجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!