دعاء

الدعاء عند صعود الصفا والمروة

الدعاء عند صعود الصفا والمروة، يعتبر الصفا والمروة جبلين من أهم جبال مدينة مكة والتي وردت قصتها في كثير من الكتب الدينية قصة نبي الله ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل واصحابه لهما في هذا المكان وقد كان مهجورا صحراء قاحلة فانفجرت فيه عين اسمها زمزم ما زالت حتى يومنا هذا يرتوي منها الحجاج والمعتمرين من كافة أقطار العالم، ويعتبر السعي بين هذين الجبلين هو من أهم الشعائر التي يقوم بها المسلمون في الحج والعمرة وهي ركن واجب على كل معتمر وحاج، وعدد أشواط السعي بين الصفا والمروة سبعة اشواط، في مقالنا هذا نخصص الحديث عن الصفا والمروة وما هي الأدعية التي تقال عند الصعود إليهما.

ما هو الصفا والمروة

يعتبر الصفا والمروة اسمين لجبلين يقعان شرق المسجد الحرام وهما أحد أبرز الأماكن الذي يؤدى فيها شعائر الحج والعمرة، وقد قال تعالى فيهما:” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ  فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا”، ويعود أصل الصفا والمروة لقصة نبي الله ابراهيم الخليل عليه السلام حين أمره الله تعالى بأن يصطحب زوجه هاجر وابنه اسماعيل وقد كان طفلا رضيعا إلى مكان الكعبة وقد كان مكانا فارغا مهجورا صحراء قاحلة وأمره الله بأن يتركهم هناك، فأخذ اسماعيل عليه يبكي من العطش، فأخذت أمه هاجر بالسعي بحثا عن المكان وكان سعيها بين جبلين هناك هنا جبلي لصفا والمروة حتى أنعم الله عليهم وفجر عين ماء تحت قدم اسماعيل وهي عين ماء زمزم، وهي موجودة حتى يومنا هذا ينهل منه الحجاج والمعتمرين وهو ماء مبارك بل أطهر ماء على وجه الأرض.

سنن السعي بين الصفا والمروة

يعتبر السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج والعمرة الواجب فعلها والتي لا يجوز تركها سواء ماشيا للمستطيع أو راكبا لغير المستطيع، وهناك سنن يجب معرفتها عند السعي بين الصفا والمروة والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويتسحب فعلها اقتداء به، ومن أعظم هذه السنن ما يلي:

  • أولا يسن استلام الحجر الأسود في بداية السعي بين الصفا والمروة.
  • ثانيا الطهارة ويستحب المحافظة عليها في السعي.
  • ثالثا يبدأ الحاج أو المعتمر من الصفا ثم المروة كما ورد في القرآن قوله تعالى:” إن الصفا والمروة من شعائر الله” وهنا قدم الصفا على المروة.
  • رابعا السعي ماشيا على الأقدام ويستحب الهرولة للرجال.
  • خامسا يستحب ذكر الله والتكبير والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

حكم السعي بين الصفا والمروة

شرع الله تعالى للمسلمين السعي بين جبلي الصفا والمروة وجعل منها شعيرة من شعائر الله تعالى في فريضة الحج أو أثناء أداء العمرة، وأما حكم السعي بين الصفا والمروة هو الوجوب وهي سبعة أشواط، وهنا نبين حكم السعي بين الصفا والمروة حسب المذاهب الفقهية:

  • المذهب الشافعي: يرى علماء المذهب الشافعي أن حكم السعي بين الصفا والمروة هي فرض.
  • المذهب الحنفي: يرى علماء المذهب الحنفي أن السعي بين الصفا والمروة واجب وليس فرض.
  • بعض العلماء يروا أن حكم السعي بين الصفا والمروة هو سنة باعتبار أن تطوع ولا يدخل في باب أركان الحج ولا موجباته.

لم شرع الله السعي بين الصفا والمروة

كان تشريع الله تعالى للحاج والمعتمر السعي بين الصفا والمروة وجعله ركن من أركان الحج والعمرة لعدة أمور نذكرها هنا والتي يجب معرفتها ولعل من أبرزها اقتداء وتكريما لسيدة هاجر زوجة ابراهيم الخليل عليه السلام وسعيها في البحث عن الماء لإسماعيل وأما عن مشروعية السعي بين الصفا والمروة كان لعدة أمور أخرى منها:

  • أولا في السعي بين الصفا والمروة تكريما للسيدة هاجر وطاعة نبي الله ابراهيم لله تعالى في ترك ابنه وزوجته في مكان قاحل مقفر لا ماء فيه.
  • فيه دلالة على أن الله تعالى لا يضيع أجر المطيعين لأوامره وهو يحفظ المؤمنين بعينه.
  • في السعي بين الصفا والمروة احياء لذكرى وقصة النبي ابراهيم في امتثاله لأوامر الله تعالى.
  • في السعي بين الصفا والمروة دليل على فقر العبد وحاجته لعون الله تعالى في كل أموره.

كيفية السعي بين الصفا والمروة

سؤال كثر البحث عنه على محركات البحث حيث يعد السعي بين الصفا والمروة من الأركان الأساسية في الحج والعمرة والتي تتم بسبعة أشواط، ويكون بداية كل شوط منها من الصفا وينتهي عند المروة، ثم تعود للصفا وتنتهي إلى المروة وهكذا حتى آخر شوط من الأشواط السبعة،  وأما وقت السعي فمن شروطه أن يكون السعي بعد الانتهاء من الطواف في كافة الحالات ركنا أو وجوبا أو نافلة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد على جبل الصفا كبر وهلل موجها وجهه نحو الكعبة ثم بدأ بالدعاء له وللمسلمين، ومن الادعية التي كان يرددها النبي في سعيه قوله:” رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم”.

شروط السعي بين الصفا والمروة

من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حكم السعي بين الصفا والمروة كونه ركنا من أركان الحج قوله:” اسعَوا، فإن الله كتب عليكم السعي”، وهناك شروط يجب الأخذ بها عند أداء شعيرة وركن السعي بين الصفا والمروة وهي/

  • يتشرط في السعي بين الصفا والمروة ليكون صحيحا أن يكون عدد الأشواط سبعة أشواط.
  • ثانيا يشترط البدء من الصفا في كل شوط والانتهاء بالمروة ولا يجوز العكس ولا يعتد بمن فعل غير ذلك.
  • ثالثا يشترط أن يتم السعي بين الصفا والمروة بعد الانتهاء من الطواف مع جواز تأخير السعي.
  • رابعا اخلاص النية لله تعالى والتكبير والتهليل والمشي على الأقدام فإن لم يستطع فراكبا.

ما هو حكم الشك في عدد أشواط السعي

كتب الله على الإنسان النسيان وهو غير معصوم من الخطأ وكثيرا ما يدخل الإنسان في السهو أثناء الصلاة وغيرها من العبادات، وأما حكم من كان يسعى بين الصفا والمروة فنسي عدد الأشواط التي قام بالسعي فيها فحكمه البناء على الأقل ويعني ذلك من ظن أنه سعى ثلاث أو أربع أشواط فإنه يحتسب ثلاث أشواط ويكمل سعيه بناء على الأشواط الثلاث، أما إذا شك في عدد الأشواط التي قام بسعيها بعد الانتهاء من السعي فيرى بعض الفقهاء أنه لا ضرر في ذلك ولا شيء عليه، فديننا دين يسر لا دين عسر وحتى يرفع المشقة عنا من اعادة السعي كان ذلك الحكم الأيسر علينا.

أمور لا تجب في السعي بين الصفا والمروة

يقع الكثير من حجاج بيت الله الحرام بأخطاء كثيرة إما عن جهل أو عدم فهن لأحكام وشروط السعي أو اختلاط بعض الأمور والأركان عليهم، ولعل من الأخطاء التي يقع فيها الحجاج والتي لا تجب عليهم أثناء السعي بين الصفا والمروة ما يلي: أولا لا يجب قراءة الآية:” إن الصفا والمروة من شعائر الله” في بداية كل شوط من أشواط السعي، ثانيا لا يشترط الوضوء في السع فالطهارة هي من السنن ومن المستحبات لا الشروط، ثالثا بعض الحجاج يخصصون كل شوط بدعاء والأصل لا يوجد دعاء مخصوص وارد عن النبي لكل شوط ويمكن الدعاء بأي دعاء تريد، رابعا البعض يهرول بين الجبلين والأصل الهرولة مستحبة بين الميلين الأخضرين، خامسا عدم قطعي السعي للصلاة والأصل عليه قطع السعي والصلاة ثم اكمال السعي.

حكم الدعاء في السعي بين الصفا والمروة

يعتبر الدعاء من الأمور المستحبة التي شرعها الله تعالى لنا كمسلمين لتكون عونا لنا في كافة أمور حياتنا في السراء والضراء، وأما حكم الدعاء عند السعي بين الصفا والمروة خلاله وبعده فهو مستحب وسنة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يؤثم تاركها، ولكن من الأولى الدعاء عند السعي بين الصفا والمروة كونه من الأوقات التي تستجاب فيها الدعاء ويكون العبد أقرب ما يكون لربه، ولا يجب على المسلم الالتزام بدعاء مخصوص من الأدعية المأثورة في السنة أو الدعاء بدعاء معين في كل شرط، بل يجوز أن يدعو الله تعالى مخلصا النية له وحده ومن غير تكلف بأي دعاء يشاء يحمد الله ويشكره على نعمه ويصلي على النبي ثم يذكر حاجته طالبا المغفرة وتقبل عبادته، كما يجوز الدعاء في أي وقت في السعي ولا يشترط وقت محدد فيه ويستحب استقبال القبلة عند الدعاء.

سنن الدعاء عند صعود الصفا والمروة

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المسجد الحرام قاصدا السعي بين الصفا والمروة صعد على الصفا ووجه نفسه نحو الكعبة ثم قرأ الآية:” إن الصفا والمروة من شعائر الله”، ثم أخذ يكبر ثلاث مرات ثم يدعو الله تعالى ثلاث مرات ثم يذكر الله ثلاثا، ومن هذه الأدعية قوله صلى الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده”، وكما أسلفنا هذه السنة واردة عن النبي ويستحب فعلها اقتداء بالنبي ولا يؤثم تاركها ويؤجر من قام بفعلها ويجوز الدعاء بأدعية أخرى تطلب فيها متاع الدنيا وحسن الخاتمة والفوز بالآخرة.

دعاء عند الصعود للصفا والمروة مستجاب

يعتبر الدعاء سلاح المسلم والراحة النفسية التي تدخل على قلبه السكينة والاطمئنان وراحة البال والتي تجعله قريبا من ربه، فيزيد الدعاء من حسناته ويقلل من سيئاته، ولعل من الاوقات التي يجب استغلالها في الدعاء أثناء أداء فريضة الحج وخاصة في عرفة وأثناء السعي بين الصفا والمروة، ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها في هذا الموضع الأدعية التالية:

  • اللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك ولك الحمد على ما أعطيتنا ولك الحمد على احيائنا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم اللهم تقبل طاعتي واغفر ذنبي وأسكن السكينة في قلبي وادفع عني الزلل والخطأ.
  • الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم لك الحمد وحدك لا شريك لك اللهم لك الحمد حمدا كثيرا مباركا فيه اللهم ارحمني واغفر لي ولوالدي ولموتى المسلمين اللهم تقبل طاعتي وأحسن خاتمتي وأجعل الجنة مفازي.
  • اللهم لك الحمد ولك الشكر اللهم عافني واعف عني وافتح لي أبواب رزقكك وتقبل توبتي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم اغفر ذنبي واعف عني وبارك لي في أهلي ومالي ونفسي.

ما يقال في نهاية الصفا والمروة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية المأثورة والتي كان يقولها عند صعوده للصفا والمروة للسعي ولعل من هذه الادعية قوله: ” اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، حملتني على دابتك، وسيرتني في بلادك، حتى أدخلتني حرمك وأمنك، وهذا بيتك، وقد رجوتك رب فيه بحسن ظني بك، أن تكون قد غفرت لي، فإن كنت رب غفرت لي، فازد عني رضاً، وقربني إليك زلفاً، وإن كنت رب لم تغفر لي، فمن الآن رب اغفر لي، قبل أن ينأى عني بيتك” ويجوز الدعاء بأي دعاء غير الأدعية المأثورة.

أدعية قصيرة للسعي بين الصفا والمروة

يسن عن الدعاء عند الصعود للصفا والمروة استقبال القبلة وأن تكون على طهارة وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يدعو الله تعالى ليس فقط عند صعوده على الصفا والمروة بل يستمر بالدعاء والتكبير والتهليل أثناء السعي وبعده، ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها في السعي أو بعده الأدعية القصيرة التالية:

  • اللهم لك الحمد والشكر اللهم قني عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المسيح الدجال.
  • اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا واغسله من الكره والحقد والدنس وباعد بيني وبين عذاب النار وعذاب القبر.
  • اللهم أسألك الصلاح في ديني ومالي وأهلي ونفسي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي.
  • اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع صدري ونور قلبي وهداية لي في أمري وبارك لي في رزقي.
  • اللهم إني أعوذ بك من شر ما أسمع وشر ما أبصر اللهم ثبتني على دينك واجعلني ممن يفوزون بالشفاعة يوم الدين.
  • اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك اللهم احفظني من بين يدي وعن يميني وعن شمالي وأن أغتال من تحتي.
  • اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على وعدك وعهدك ما استطعت أبوء لك بنفسي فاغفر ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

أفضل أدعية السعي مكتوبة

كانت السيدة هاجر أول من قامت بالسعي بين الصفا والمروة وهي زوجة نبي الله ابراهيم حين تركها في واد غير ذي زرع فشعرت بالعطش ولم تكن تحمل معها لا ماء ولا طعام، وأخذت تسعي لسبعة مرات بين الجبلين الصفا والمروة القريبين من المسجد الحرام، وكان ترك ابراهيم لهما امتثالا لأمر الله تعالى، وكان هذا الركن قد شرع في الحج تكريما للسيدة هاجر وقصة نبي الله ابراهيم، ومن أفضل الأدعية التي يمكن الدعاء بها عند السعي الأدعية التالية:

  • ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
  • اللهم أسألك من عظيم لطفك ومن كريم نعمك وأسألك دفع البلاء عني وأن تجعلني من عبادك الصالحين التائبين.
  • اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمت
  • ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
  • اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة وفي ديني وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي.
  • اللهم اجعل خاتمة عمري خيرا، وسهل لي كل متعسر في أمري، وحسن حالي وأنقذني من بؤسي وزدني من فضلك وعظيم نعمك.
  • اللهم اغفر لي ما مضى من ذنبي وادفع عني ما بقى من شرور أعمالي، واجعل الجنة مفازي وعاقبة أمري.
  • اللهم اجعلني ممن حمل صحفيته بيمينه وممن عبر الصراط ونال الشفاعة ودخل الجنة من غير حساب ولا عقاب.
  • رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي واهدني ويسر أمري واجعلني من الشاكرين لنعمك من الذاكرين لك كثيرا واهد قلبي لما تحب وترضى وسدد لساني.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!