جدول المحتويات
دعاء اللهم اجعل من بينهم سدا، إن القران الكريم بأياته الكثيرة العظيمة في معناها الأكثر فصاحة على الإطلاق تحمل كل اية منها بداخلها الكثير من المعاني التي لا يدركها سوى الشخص المتعمن والمدقق والمتفحص والمتعمق في هذه الايات، فإنه سيجد في كل اية من هذه الايات اعجاز اما علمي او اجتماعي او غيره من الاعجازات الكثيرة المختلفة، فالقران الكر يم باياته المختلفة بالرغم من مرور ما يزيد عن الف واربعمئة عاما على نزوله الا انه حتى وقتنا الحالي يكتشف فيه كل ما هو جديد في معاني كلماته.
شرح اية وجعلنا من بين أيديهم سدا
ان هذه الاية مرتبطة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلما علم كفار قريش بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة علموا يقيناً بانه ينوي ان يتبعهم إلى هناك وخافوا ان ينتشر الإسلام إذا ما خرج الى المدينة، فاجتمعوا جميعا ليتشاورا في امر الرسول فيما عرفت بدار الندوة واجمعوا على ان ياخذوا من كل قبيلة رجلا ليضربوا الرسول صلى الله عليه فيتفرق دمه وترضى قبيلته بالدية وينتهي الامر كما كانوا يعتقدون.
قصة ” وجعلنا من بين أيديهم سدا”
فلما عزموا على ذلك ومكروا لقتل رسول الله ، وقاموا بالاحاطة ببيت الرسول وقد كان علي بن ابي طالب عنده في بيته، فامره الرسول صلي الله عليه وسلم أن ينام مكانه ويتغطى برداءه ووعده بانه لن يصيبه مكروه منهم وذلك شجاعة قلبية وايمان وتصديق بالله عزوجل وكلام نبيه، ومن ثم خرج الرسول وقد اغشى الله عزوجل عليهم فناموا وقد كان يتلو الرسول صلى الله عليهم وسلم عند خروجه من بينهم” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون”
متى تقال “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا”
اذا بعد ان علمنا ان هذه الاية تغشي ابصار المتوعدين عن رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فبامكاننا ان نرددها اذا ما خشينا من انسان سواءا او خشينا من أي امرا سواءا ويمون يقيننا بالله عزوجل وانه هو الحافظ الحامي لنا من كل مكروه ومن كل مكر يمكره بانا احد من خلقه وكذلك يقينا بان من حمي نبيه ممن مكروا به وتربصوا له بالطبع سيحمينا من كل سوء ومن شر أي انسان.
أفضل الأدعية لحماية النفس
وبهذا نستطيع القول بأن هذه الاية القرانية من اجمل وافصح الايات التي يمكننا قراءتها لنحمي بها انفسنا م كل شر ومكيدة قد تحيط بنا، ونضيف على ذلك كثرة ذكر الله عزوجل وعبادتهم لكي لا يكون على ابصارنا غشاوة فلا نتعظ ولا نرى ما هو امامنا من ايات وعبر كما هو حال الغافلون عن الاخرة اللاهثون وراء الدنيا بلا أي فائدة.
